أكد الباحث في السينما، السينمائي والمسرحي السعودي أحمد البن حمضة، أن البيانات الإحصائية المتخصصة في السينما والأفلام والجوائز العالمية، تشير إلى أن الأفلام المقتبسة عن روايات، حققت ما نسبته 85 % من إجمالي الجوائز العالمية، ومن بينها الأوسكار، كما حققت نجاحاً كبيراً على مستوى المشاهدين، مشيراً إلى أن الدراما المحلية بشكل خاص والخليجية بشكل عام لم تستفد من الرواية، علاوة على محدودية ثقافة المنتجين الخليجيين. جوائز الأوسكار أشار البن حمضة، إلى أن السينما، استفادت منذ بداياتها بشكل كبير من الأدب «الرواية، والقصة، والمسرح، والمقال»، حتى بات الأدب مستندا رئيسا لطرح الأفلام في مختلف دول العالم، موضحاً أن المخرج جورج مليه، يعد أول من أخرج فيلما «مقتبسا» عن رواية عام 1902، وهي رواية: «رحلة من الأرض للقمر»، للكاتب الفرنسي جول فيرن في عام 1865، وتوالت الاقتباسات من الروايات لدرجة أنه في عام 1939 معظم الأفلام التي نافست في جوائز الأوسكار كانت مقتبسة من روايات. %42 روايات درامية أوضح البن حمضة أن «المسلسلات المقتبسة من الروايات، تمنح الرواية حقها بالكامل، مقارنة بالأفلام، فقد يسقط من الفيلم أجزاء كبيرة من الرواية، وأنا أفضل قراءة الرواية قبل مشاهدة الفيلم المقتبس منها»، مبيناً أن التحدي الأكبر بين الرواية والفيلم، مقارنة بالرواية والمسلسل، وبالأخص في الرواية الواسعة، لافتاً إلى أن دراسة بحثية متخصصة تناولت 2000 فيلم على مدى 19 عاماً، أظهرت أن أعلى نسبة للأفلام اقتباساً من الروايات الدرامية «بواقع 42 % من الأفلام مقتبسة من روايات درامية»، وروايات الإثارة 33 %، تلتها روايات الرعب، والكوميديا. المصادر الغربية حصر البن حمضة عنصرين رئيسيين لاختيار الرواية، وتحويلها إلى فيلم، وهما السهولة، حيث توفر الرواية بشكل أكبر، موضحاً أن مصر تعد من أوائل الدول التي عرفت صناعة السينما على مستوى العالم، وقد عرفت السينما المصرية مبكراً اقتباس الأدب، وبدأ ذلك تحديداً في عام 1930، بفيلم «زينب»، المأخوذ عن رواية بنفس العنوان «زينب» لمحمد حسين هيكل، ويعتبرها باحثون أول رواية عربية، وتم إنتاج 360 فيلماً مستمداً من الأدب خلال 89 عاماً، واعتمدت السينما المصرية في فترة من الفترات على المصادر الغربية، لا سيما الإنجليزية والفرنسية، بشكل أساسي عبر اقتباس صريح وليس مجرد استلهام، وأغلب الأفلام المصرية المقتبسة عن المصادر الأجنبية كانت منقولة عن أفلام أمريكية، وتراجع الأدب الغربي كمصدر للأفلام المصرية، واحتل الأدب العربي هذا الفراغ بمنطلق أن اقتراب السينما الواقعية يزداد مع ازدياد اعتمادها على الأدب الوطني. حفرة إلى السماء عزا السينمائي جعفر عمران تحقيق أفلام مقتبسة من روايات، نجاحات منقطعة النظير، رغم عدم شهرة الرواية نفسها، إلى أن الرواية فيها قصة كاملة، وأن المخرج يتعامل مع القصة كاملة، ويركز على نهاية «القصة» تحديداً، إذ إن كثيراً من الأفلام يكمن مأزقها في النهاية، وهي المشكلة الأبرز عند مخرجي الأفلام السينمائية، موضحاً أن المخرج المتمكن، يستطيع أن يحول نصوص الرواية إلى مشاهد جاذبة عند المتلقي، مشيراً إلى أن من بين الأعمال الروائية التي تستحق أن يتم تحويلها لفيلم أو عمل درامي، رواية «حفرة إلى السماء» للروائي السعودي عبدالله آل عياف «الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام في السعودية». وأضاف أن افتقاد الأساليب الفنية عند ال«سيناريست» الخليجي في تعامله مع الرواية، وكذلك الخبرة الضعيفة تؤثر على تحويل الروايات إلى أفلام سينمائية، منتقداً ورش كتابة «النص»، واصفاً إياها بالمشكلة الكبيرة، إذ تعتمد على كتابة النص من عدة كتاب، بينما الأفضل أن يكون كاتب النص «واحداً» فقط. كاتب محترف شدد عمران، على أن تحويل الرواية إلى فيلم ليس سهلاً، ويتطلب كاتباً محترفاً، مبدياً تحفظه إزاء كتابة بعض الممثلين أفلاماً لهم شخصياً، ويكونون هم الأبطال في هذه الأفلام، موضحاً أن كتاب السيناريو الخليجيين «نفسهم قصير» ليس لديهم القدرة على كتابة 30 حلقة، فتحولوا إلى 15 حلقة كحد أقصى، مبينا أن الدراما السعودية مقبلة على نقلة نوعية متقدمة في الفترة المقبلة. قراءة متمكنة عللت السينمائية شروق الممتن، الإقبال الكبير على الأفلام المقتبسة من الأعمال الأدبية مقارنة مع نظيرتها من الأفلام الأصلية، بأن نجاح الرواية، واهتمام قراء الرواية، يدفعهم إلى مشاهدة الفيلم بالصوت والصورة داخل السينما، وشغف القراء لمشاهدة الأحداث حية، ومتابعة جماليات الرواية في الفيلم. بدوره، برر السينمائي سلمان المرهون، أفضلية مشاهدة الأفلام على قراءة الروايات، لأسباب عدة أبرزها، أن كثيرا من المتلقين «بصريين»، فقوة انجذابهم للمشاهد المصورة والمقاطع الصوتية أكثر من القراءة، والبعض الآخر لا يفضلون القراءة، عطفاً على حاجة الرواية إلى قراءة متمنكة، وقدرة على استيعاب المفردات والجمل. 5 اختلافات بين السينما والرواية 01 - الكلمة في الرواية، مقابل الصورة في الفيلم. 02 - الوقت «الطويل في الرواية»، الوقت «القصير في الفيلم». 03 - الخيال «المشاهد في الفيلم». 04 - الفرد «الرواية»، مقابل المجموعة «الفيلم». 05 - الجزء «الفيلم»، مقابل الكل «الرواية». أفلام مقتبسة عن روايات حققت نجاحات مهمة العراب The Godfather) 1972) «العراب» رواية كتبها الروائي الأمريكي ماريو بوزو عكف على كتابتها مدة تتراوح بين 6 و7 سنوات. تم تحويلها إلى فيلم «العراب» يتكون من 3 أجزاء أخرجه فرانسيس فورد كوبولا ربح 3 جوائز أوسكار (أفضل فيلم، أفضل ممثل، أفضل سيناريو مقتبس) إيراداته وصلت إلى 270 مليون دولار أمريكي بؤس (Misery 1990) «بؤس» رواية رعب نفسي صدرت عام 1987 تأليف الكاتب الأمريكي ستيفن كينج رشحت الرواية إلى جائزة «عالم الخيال» لأفضل رواية عام 1988. تحولت إلى فيلم بنفس الاسم عُرِض عام 1990 أخرجه روب رينر حاز على أوسكار أحسن ممثلة (The silence of the lambs) «صمت الحملان» رواية كتبها الروائي الأمريكي توماس هاريس أنتج فيلم «صمت الحملان» عام 1991 حصد 5 جوائز أوسكار كتب النص السينمائي تيد تالي، الذي حصل على جائزة أوسكار لأفضل نص سينمائي أخرج الفيلم جوناثان ديم الذي حصل على جائزة أوسكار أفضل إخراج حصل كذلك على جائزتي أفضل ممثل وممثلة الخلاص من شاوشانك (The Shawshank redemption) «ريتا هيوارث والخلاص من شاوشانك» هو اسم قصة من ضمن عدة قصص يحتوي عليها كتاب «فصول متنوعة» للروائي الأمريكي ستيفن كينج حول إلى فيلم تحت عنوان «الخلاص من شاوشانك» عام 1994 ترشح الفيلم لعدد من جوائز الأوسكار. الشيطان يرتدي برادا (The devil wears Prada) إحدى أكثر الروايات مبيعًا، كتبتها لورين ويسبرجر، ونشرت عام 2003 تحولت إلى فيلم درامي كوميدي عام 2006 وحمل الاسم ذاته «الشيطان يرتدي برادا». إيراداته أكثر من 124 مليون دولار من عرضه في الولاياتالمتحدة فقط إيراداته أكثر من 326 مليون دولار من عرضه في العالم رشح لأكثر من 35 جائزة سينمائية كالأوسكار والجولدن جلوب حصل على 8 جوائز.