عانينا وعانت بلادنا في بعض الأوقات، خلال العقدين الماضيين، من وطأة الإرهاب والإرهابيين، من تفجيرات وتشكيل تنظيمات سرية، ورأينا إرهابيين يُطاردون، ومخازن أسلحة بكميات هائلة تُكتشف، حتى وصل بالإرهاب والإرهابيين أن يفجروا المساجد، ووصل بنا الأمر في بعض الأوقات أن نحتاط في صلاة الجمعة خوفاً من التفجيرات!. لكن الجميع يسأل؟! كيف توقفت جميع هذه العمليات الإرهابية فجأة؟ كيف اختفت وانتهت مع انتهاء دور بعض من كانوا يشغلون مناصب عليا في وقتها؟ أمثال سعد الجبري! الرجل المتغلغل وقتها في كل مفاصل الدولة، والذي استطاع أن يعقد قرانا بين المتطرفين الذين يتلبسون بالدين للوصول لغاياتهم وأهدافهم، وبين الفاسدين الذين ينهبون البلاد ويغرقونها في مستنقع الفقر والبطالة. فقد عمل هذان العنصران ببراغماتية، وأتقن كل منهم الدور الذي يلعبه، لا سيما أن الشرط الأساسي لهذا القران هو التآمرعلى هذا البلد، ووضع فجوة بين الشعب وقيادته، من خلال محاولة زعزعة الأمن، وخلق حالة من خيبة للمواطنين تجاه وطنهم، من خلال طمس وتهميش أبناء الوطن الأوفياء والمخلصين والكفاءات الحقيقية، وإبراز الوصوليين والفاسدين، وتمكينهم من استلام مناصب متعددة في كل وزارات الدولة، فتكثر البطالة ويزداد الفقر، ويتفشى الفساد، ووقتها يدب اليأس في نفس كل مواطن، ويفقد الثقة كاملة في وطنه وقيادته، وقد ساروا في وقت من الأوقات على هذا النهج حتى بدا لهم أنهم نجحوا، لكن الله دائما أمن هذا الوطن وقيادته. سعد الجبري هو أحد أركان هذه اللعبة وهو عاقد القران، فقد أدى هذا القران إلى تفريخ الإخوانيين والسروريين والفاسدين، ومن تحالف معهم من الانتهازيين في جميع مفاصل الدولة، حتى أصاب الشلل الكثير من الهيئات والمؤسسات التي كانت ستسير بنا إلى انهيارات متتالية وسريعة في شتى المجالات. وأيضا من خلال قلب ميزان المبادئ والأخلاق، حتى أصبح كل من يحمل الإخلاص والوفاء في تلك المرحلة شاذاً.. فلا غرابة من تيارات وأحزاب جعلت من الانحراف أصلا لها. اليوم كلنا أمل في استمرار هذه الحملة لاجتثاث هذه الحقبة النتنة. سعد كثلج يغطي المرج.. نترقب وضوح المرج وظهور بقية «السعدات».