بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انهالت الكثير من الأبحاث والدراسات والمقالات المختلفة كلها تبحر في تحليل هذه الأحداث بشكل موسع ومعمق، وجاءت أغلبها من بلد مكان تلك الأحداث وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ما زالت في حالة من المراجعة المستمرة التي لا تغيب عن الإعلام في كافة صوره إلى يومنا هذا. بطبيعة الحال هناك تحليلات تأخذ الحدث إلى جوانب أشد في السلبية المبالغة مقرونة بالتشويه والتلفيق المتعمد لواقع المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم. ولعل العمل الصحفي هو أكثر مجال أخذ حيزا واسعا في العرض والتحليل، وما زال حتى الآن وهو يعيد نبش الحدث من الذاكرة، عندما يتناول «ثقافة الإسلام» التي تنم عن مشاعر مغلفة بالكره المبطن. الملاحظة التي تثير الاستغراب، هو التناقض الفاضح بين التصريح وثقافة صاحبه التي تسهب بقوة في طرح القيم الغربية القائمة على التوجه الليبرالي، نجد أن صاحب هذا التوجه يخاطب المجتمعات العربية والإسلامية على حد سواء بأقذع الكلام والعبارات المستهجنة، وهو في الحقيقة ذو توجه ديني عميق، وهناك العديد من الإعلاميين والصحفيين الأمريكيين الذين يشار إليهم على أنهم في الظاهر ذو توجهات ليبرالية، من أمثال تومس فريدمان، وكارلين رومانو، جون سيلفستر، مايكل ليرنر، آلان ديرشويتز، ريتشارد كوهن، قد يكون هناك تفاوت في حدة الخطاب بين هؤلاء، ولكنه يصب في اتجاه واحد في النظرة الدونية والعنصرية تجاه العرب والمسلمين عامة والفلسطينيين بخاصة ونعتهم بالصفات المنحطة، وهذا ما عرضه الباحث الأمريكي وهو من أصل عربي هو ستيفن سالايتا - يحمل درجة الدكتوراه من جامعة أوكلاهوما - والذي ولد في ولاية فرجينيا الغربية لوالدين من أصل فلسطيني في كتابه «حروب همجية»، حيث سلط الضوء عليهم وقال ،أن هؤلاء يدورون في فلك المحافظين الجدد الذين يغلب عليهم السباب العنصري للعرب كافة، عندما يتناولون القضية الفلسطينية، يدعون أن العرب غير قادرين على دخول عصر الحداثة. وعلى ذلك مهما كانت المطالب من خلال العنف فهي بالضرورة لا مبرر لها، بينما العنف الأمريكي مهما كان قبيحاً، دائماً، فيهدف إلى التقدم، ويشير هذا إلى السجل الأمريكي التاريخي وإلى الأسلوب الذي استخدم إلى أقصى حد من خلال الحكم الأمريكي منذ زمن ثورات العبيد، والإبادة الجماعية لسكان أمريكا الشمالية الأصليين.