أصبح الغذاء الصحي في وقتنا الحاضر رقما صعبا في معادلة السياحة المستدامة، واتجهت بوصلة الزوار إلى الأماكن السياحية التي تتوفر فيها الزراعة العضوية ومنتجاتها. وكان الناس يصنفون مدينة أبها وضواحيها قبل عقود بالمدينة الصحية، لأنها تعتمد الزراعة العضوية مثل بقية المنطقة فتأتي المحاصيل من الخضروات والفواكه والحبوب وغيرها، سليمة وصحية خالية من المواد الكيميائية والهرمونات الضارة بصحة الإنسان والبيئة. إلا أنها تلاشت وحل محلها الزراعة التقليدية رغم جهود فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير ودعم المزارعين في هذا المجال. اليوم تسير مشروعات الخير من خلال ترجمة الرؤى والأفكار والدراسات إلى واقع ملموس على الأرض، ومن ذلك مشروع إعادة إحياء القرى التراثية وهو مؤشر قوي على إحياء المزارع أيضا. وأنعم الله على هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب بالأراضي الخصبة والثروة الحيوانية والتنوع الجغرافي والمناخي وعدم وجود مصادر للتلوث. ولأن أحلام اليقظة فضاء رحب للأفكار بخاصة بعد أن حلمت منذ شهور بإنشاء الحي الذكي...وأبها الخضراء..تعود بي الأحلام مرة أخرى وقد رأيت جميع المزارع في هذه المدينة الحالمة والقرى المحيطة بها مزارع عضوية خالصة نقية من المبيدات والأسمدة الصناعية. وستكون من المفاجآت السارة والجميلة حينما تتصدر موائد الزوار منتجات عضوية صحية تبعث على الاطمئنان وتضع بصمة عالية الجودة وغير المسبوقة للسياحة في عسير. وما أجمل حين تسعد العيون والأرواح بكل المشاهد النقية للجمال الأخاذ وحين تتلذذ الأذواق بطعام صحي طبيعي عسيري. أنا أعلم أن الحلم وتحقيقه يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان إلا ما ندر.. لكن في هذا العهد المبارك تتحقق الأحلام، بحول الله وقوته. أبها مؤهلة أن تكون رائدة الزراعة العضوية في المملكة، لأن هذا النشاط متجذر في الأرض كأسلوب حياة. وفي العادة الموروث الأصيل يبقى حيا، ويعود إلى أفضل ما كان عليه إذا أحسنا التعامل معه وطورناه. وتصف منظمة الأغذية والزراعة الدولية(الفاو) الزراعة العضوية بأنها من الأنشطة ذات الطابع المحلي، وتعتمد على المزارعين أنفسهم. احلموا معي...أبها قريبا، بإذن الله، رائدة الزراعة العضوية كمرحلة أولى مثلما عسير رائدة السياحة.