تهدف التربية الفنية إلى اكتساب المتعلم خبرات فنية تُحقق النمو الشامل لشخصيته علمياً وعملياً، بالإضافة إلى تنمية الجانب النفسي والاجتماعي والروحي لديه. ومنذ توجيه الملك فهد رحمه الله بإدراج مادة التربية الفنية ضمن المواد الأساسية في مراحل التعليم العام، حين كان وزيراً للتعليم عام 1376ه كانت هذه أول انطلاقة لاكتشاف مواهب الطلاب والطالبات وتنميتها. والفن كما أثبتت البحوث والدراسات له دور في تطوير التفكير الإبداعي وتنمية الجانب العقلي والنفسي والاجتماعي والروحي للمتعلم وليس علمياً وعملياً فحسب. من هذه البحوث البحث المميز للدكتور محمد الضويحي والذي نُشِرْ في إحدى المجلات العلمية، والذي أكد على ضرورة الاهتمام بالفن والتربية الفنية بمدارسنا وأهميتها في التفوق والإبداع، وقد ذكر عدداً من النظريات في ذلك البحث التي تؤيد دور الفن في اكتشاف المواهب، منها نظرية عالم النفس هاورد جاردنر (الذكاءات المتعددة)، وأيضاً ما قدمه الفيلسوف تيلور (المواهب التسع)، وكذلك نماذج سليشتر ورايس. وقد أوضح علاقة التربية الفنية بالمواهب والذكاءات الواردة في النظريات والنماذج المذكورة، وقد توصل إلى أن للفن والتربية الفنية دورا رئيسيا في تنمية الجانب العقلي (أو الأكاديمي) والذي كان إلى عصر قريب يُعتقد أن الفن لا يُنمي هذا الجانب وأن تنميته مقصورة على العلوم والرياضيات. وقد أورد عدداً من النصوص التي تؤيد دور الفن في اكتشاف المواهب وتنميتها، وناقش تلك النصوص، وقد خرج بتوصيات عدة من أهمها ضرورة الاهتمام بالفن والتربية الفنية وزيادة الساعات المحددة لها بمدارسنا، وتنويع الأنشطة وإثرائها وتدريسها بطرائق حديثة تُساعد على إخراج إبداعات التلاميذ. وخلاصة القول بأن المسؤولية كبيرة على عاتق وزارة التعليم في ظل الرؤية الطموحة لسمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- للعمل بما يناسب الطموح ويُحقق الحلم، ولذلك أقترح على وزير التعليم في ظل ندرة المتخصصين في تدريس التربية الفنية وإسنادها لمعلمين غير متخصصين، وهو الأمر الذي يحد من اكتشاف ورعاية المواهب، الاستفادة من القامات الوطنية والرموز الأكاديمية في الوسط الفني كالدكتور محمد الرصيص وكذلك الدكتور محمد حسين الضويحي، لإيجاد حلول مبتكرة للأزمة وتقديم الحلول المناسبة لتجاوز مسألة العجز في عدم وجود معلمين متخصصين في المدارس.