حظي التعليم الموازي لطلاب وطالبات الماجستير بنصيب من الدراسات والبحوث المقدمة في مؤتمر "التعليم الموازي الحاضر والمستقبل" والذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشهر الماضي. وشهد المؤتمر تقديم عدد من الدراسات المتعلقة بالتعليم الموازي، حيث أعدت عضوات هيئة التدريس بقسم المناهج وطرائق التدريس بكلية العلوم الاجتماعية الأستاذة الدكتورة فايزة السيد عوض والدكتورة غالية بنت حمد السليم، بحثا عن "واقع إستراتيجيات التدريس ومدى ملاءمتها للذكاءات المتعددة لطالبات الماجستير الموازي بقسم التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: دراسة ميدانية". وهدف البحث إلى تحديد الذكاءات الشائعة لدى طالبات الماجستير الموازي في التخصصات التربوية المختلفة والتعرف على الإستراتيجيات التدريسية المستخدمة في تدريس المقررات التربوية وبيان مدى ملاءمة هذه الاستراتيجيات التدريسية للذكاءات المتعددة الشائعة لدى طالبات الماجستير الموازي. وبينت الباحثتان أنه ولتحقيق ذلك تم تطبيق إحدى أدوات تحديد الذكاءات المتعددة على الطالبات، وتم بناء استبانة للتعرف على إستراتيجيات التدريس المستخدمة في تدريس المقررات التربوية بالفصل الدراسي الثاني 1431-1432 ه وضبطها وتطبيقها على الطالبات، ثم مقارنة نتائج الأداتين. وكشف البحث أن طالبات الماجستير تميزن بجميع أنواع الذكاءات وبنسب متفاوتة، مما يعطي مرونة في اختيار إستراتيجيات تدريسية متنوعة (مع مراعاة الملائمة في الترتيب) تبعاً لشيوع الذكاءات وترتيبها ويعزى ذلك إلى تنوع تخصصات الطالبات وخبراتهن السابقة، كما تبين أن هناك ملاءمة بين بعض الإستراتيجيات التدريسية المستخدمة في تدريس المقررات التربوية وبين الذكاءات المتعددة الشائعة لدى الطالبات فيما يتصل بالذكاء المكاني والطبيعي والحركي، وكذلك أوضحت النتائج إلى أن هناك ضعفا في الملاءمة بين إستراتيجيات التدريس والذكاءات المتعددة لدى الطالبات فيما يرتبط بالذكاء الرياضي والذكاء الاجتماعي والإستراتيجيات التدريسية الملائمة لها . وأوصت الباحثتان بضرورة تنمية وعي الطلاب بذكاءاتهم المتعددة، وكذلك تنمية الوعي بذكاءات طلابهم وما يناسبهم من إستراتيجيات تدريسية، وإعداد برامج تدريبية للمعلمين في المراحل التعليمية المختلفة لتدريبهم على تحديد الذكاءات المتعددة والإستراتيجيات المناسبة لها والأنشطة والوسائط التعليمية الملائمة لتلك الذكاءات. كما تحدث الدكتور بكر محمد عبدالله أستاذ مساعد بعمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الإمام، عن "فعالية برنامج قائم على استراتيجيات تنظيم الذات للوقاية من الاحتراق النفسي لدى طلاب برامج التعليم الموازي – المسائي –في ضوء أبعاد تنظيم الذات الشخصية والسلوكية والبيئية طبقا لتصنيف المركز الوطني للمتفوقين والموهوبين بجامعة كونكتكت". وذكر بكر محمد أن العينة اشتملت على 90طالبا من طلاب دبلوم التوجيه والإرشاد بجامعة الإمام للفصل الدراسي الأول من عام 1432-1433ه، وقام بتحليل البيانات باستخدام اختبارات معينة للكشف عن دلالة الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة ظهرت من خلالها نتائج التحقق من الفعالية الخارجية للبرنامج بالمقارنة بين القياس القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية وهذا يشير إلى الاطمئنان بإمكانية الاعتماد على البرنامج في وقاية طلاب الموازي المسائي من الاحتراق النفسي. كما تحدثت كل من الدكتورة أماني شعبان والدكتورة حنان سليمان نصر من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام عن "المشكلات التي تواجه طالبات الماجستير الموازي بمركز دراسة الطالبات بجامعة الإمام" اشتملت الورقة البحثية على دراسة استطلاعية أجريت على 50 طالبة من طالبات الماجستير الموازي تبين من خلالها وجود عدد من المشكلات التي تواجه الطالبات منها إحساس الطالبات بالدونية مقارنة بزميلاتهن في الماجستير النظامي مع قلة الوعي باللوائح المنظمة للدراسات العليا، بالجامعة بالإضافة إلى قصر الوقت المحدد للدراسة مما يعيق ممارستهن للأنشطة الحرة وكذلك كثرة التكليفات الخاصة بكل مقرر دراسي مقارنة بالوقت المتاح. وشارك عميد المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أستاذ الاقتصاد الإسلامي المشارك الدكتور عبدالله بن محمد الرزين بورقة بعنوان "القيمة المضافة لبرامج التعليم الموازي للدراسات العليا". واشار الدكتور الرزين إلى أن القيمة المضافة للتعليم الموازي تتزايد في ظل السياسات التعليمية المستجدة في عصر الانفجار المعرفي والتنافسية الشرسة في سوق العمل والتوظيف، موضحاً أن العلاقة متبادلة بين التعليم والتنمية وكل تقدم أو قصور يصيب التعليم لابد أن ينعكس بالكيفية ذاتها على التنمية، إذ أن إستراتيجية التنمية في أي مجتمع لها تأثير كبير على أهمية التعليم علاوة على أنها ترسم أهداف التعليم والسياسات فإنها تضع الآليات فمن خلالها يتحقق الاتساق بين التعليم وغيره من عناصر التنمية. وبين الدكتور الرزين أن البحث يهدف إلى دراسة العوائد المضافة لبرامج التعليم الموازي للدراسات العليا بالنسبة للجامعة بمختلف جهاتها والمجتمع بجميع قطاعاته والطلاب على اختلاف انتماءاتهم كأداة نافعة لكافة هذه الأطراف وذلك من خلال إلقاء الضوء على مفهوم التعليم الموازي وتعريفه وخصائصه وأنواعه وتمويله وطرق وأساليب قياس عوائده على الطلاب من خلال دوره في تحقيق الحق في التعليم وتكافؤ الفرص بين الطلاب واستثمار وصقل مهاراتهم وكيف يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في تحقيق المساواة على أساس المواطنة بين كافة طوائف المتعلمين وخدمة المجتمع والطلاب والجامعة.