هناك نوعية من الناس يعشقون التطوير السلبي، والعمل على العيش في أجواء التوتر والمشكلات، وهم بذلك يجددون العهد والوعد للغيبة والنميمة، وزيادة القول والقيل، ويتنعمون بالتحليل والدخول في نوايا الناس، والجزم والقطيعة في التفسير، والمقصد والقصد. ورغم أن هذه الأنواع قلة قليلة، إلا أنها تمثل إشكالاً ينخر في جسد كثير من العائلات، وتؤثر في قيم المجتمع والتربية، لأنها تمثل في النهاية سلوكاً سلبياً سيئاً، له آثاره البعيدة والمخيفة، من زرع العداوات وتوتر العلاقات، وانعدام الحب والألفة، وتنامي الصراعات بين البعض. ولعل أبرز ما يمكن مقاومته تجاه هؤلاء، هو عدم السماح لهم، بممارستها أمامك وأثناء حضورك، وهذا المنع المتكرر والزجر الذي في محله، سيقلل من هؤلاء الذين لا يتركون شاردة ولا واردة. إضافة إلى أن الصد والمنع والمقاطعة، في الولوج إلى طريق تشريح الناس، وتصنيفهم والحديث عنهم، دون الاستماع لهم، حتى يشعر الآخر أن مثل هذه الأحاديث لا تقدم ولا تجمع على الخير. الآفة التي تتحول من مشكلة إلى مرض سلوكي، تحتاج إلى تدخل وعناية. إن سيادة الآخرين وتزعمهم للمكانة، تكون بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة، والمواقف التي تكون في مكانها، والتاريخ يذكر لنا سير الكثير من الناس، الذين سادوا الآخرين. ومما يذكر سأل رجل معاوية: من أسود الناس؟ فقال: أسخاهم نفسا حين يسأل، وأحسنهم في المجالس خلقا، وأحلمهم حين يستجهل. إنها معايير ومواصفات، قلة من تأتي فيه، وقلة من تناله السيادة، التي أهم ثمن لها أن تكون مرتفعا مرتقياً. ولهذا تصالحوا مع أنفسكم بالنظرة الجميلة، وعطروا مجالسكم بحسن الخلق وجمال الحديث، من كلمات ونظرات، وحوار، واستقبال، وتقبل. تنعمون بسيادة النيل وكرم القبول وسمو التعامل.