بمشهد وداعي وصرخات طفلة لم تتجاوز العاشرة تنادي "ماما"، دشنت هيئة حقوق الإنسان الحكومية حملتها الرمضانية "لأني مسلم" والتي تركز على الرفق بالعاملات المنزليات، حيث شهد المقطع الذي لم يتجاوز الدقيقة والثواني العشر، متابعة كبيرة من مشاهدي الفضائيات ومتابعي موقع "يوتيوب". وتظهر العاملة الآسيوية في المشهد مودعة طفليها وعائلتها وتستقل سيارة ستنقلها إلى بلد غريبة، فيما ابنتها تلحق بها وهي تصرخ، وهنا تنساب دمعات الأم ولا تستطيع تغيير ذلك الواقع. في المقابل يستقبلها رب أسرتها الجديدة، وهنا تنظر سيدة سعودية برفقة ابنتها التي في عمر ابنة العاملة وهي أيضا تنادي أمها، وهنا ينتهي المشهد باحتضان صاحبة المنزل للعاملة المنزلية لتخفف من غربتها. ونشرت هيئة حقوق الإنسان الحكومية، في الآونة الأخيرة، إعلانات خاصة بهذه الحملة في الصحف، يظهر فيه رجل تثقل ظهره صخرة وعاملة منزلية تقف بجواره، وكتب على رأس الإعلان حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يحث فيه على عدم تكليف الخدم فوق طاقتهم وإعانتهم على المهام الصعبة. المتحدث الرسمي باسم هيئة حقوق الإنسان الحكومية محمد المعدي، أبلغ "الوطن" بأن حملة الرفق بالعاملات المنزليات التي انطلقت في بعض وسائل الإعلام، تأتي ضمن الحملة التي تبثها الهيئة للتوعية بالحقوق والتي ستستمر حتى عام 1435، مشيرا إلى أنه تم فتح حسابات في تويتر و"فيسبوك" لحملة "لأني مسلم"، لافتا إلى إنتاج الفيلم المصغر المرافق للحملة عن التعامل الإيجابي مع العاملة المنزلية واختيار شهر رمضان المبارك لانطلاقتها، جاء لأن الأعباء تزيد على العاملات في هذا الشهر. وأضاف المعدي في سياق تصريحاته إلى "الوطن" أن الإعلان التلفزيوني المرافق للحملة مواكب لقيم هذا الشهر، ونوه أن المقطع لقي تفاعلا كبيرا من المشاهدين، مؤكدا صدور مقطع آخر عن التعامل السلبي مع هذه العمالة. وقال: المقطع أوضح أن هذه العاملة لديها مشاعر وأسرة تركتها وأطفالا ينتظرونها وأنها إنسانة يجب أن تحترم وهو ما شد المشاهدين، مشيرا إلى أن هناك حملات نفذت أيضا، منها: حقوق الأسرة والمعاقين وتربية الأبناء. وأكد المعدي أن الهيئة ستنفذ قريبا حملة حقوق المطلقات في رؤية أبنائهن.