كأني أراه من بعيد ممتطيا صهوة جواده متلثما بحلمه، رافعا سيفه كما رأسه، ينظر باتجاه الرياض ويحلم بباب المصمك. كان رجاله يحلمون بها، وكان هو يحلم ببناء الوطن والدولة الحديثة. حلم عظيم راهن الكثيرون على صعوبة رسمه على أرض جزيرة بدوية التفاصيل حيث القبيلة وما أدراك ما القبيلة؟! فلا صوت يعلو عليها ولا ولاء إلا لشيخها ولا بقاء إلا لها والموت لمن يقترب من حماها هكذا كانت الجزيرة سطو وقتل وجهل! حروب في كل مكان وموت لأي شيء كان؟! نعم إنه حلم عظيم ولكن لفارس عظيم جعل الله أمامه فكان هو الإمام. أحب الخير للناس فنصبوه ملكا على قلوبهم علمهم صناعة الحياة فصنعوا له وطنا يشار له بالبنان. لقد تغيرت الخريطة ولم تعد الجزيرة هي الجزيرة لقد كتب الفارس لها تاريخا جديدا ومستقبلا، بإذن الله، عظيما فأطلق عليها اسما مهيبا يذكر الأجيال بالجذور ليحفظوا لأهل الفضل فضلهم. قبل تسعة عقود تحقق الحلم وكتب الفارس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وبخط يده بعد أن نزع لثامه وأغمد سيفه ولم يترجل عن جواده «المملكة العربية السعودية».