يحاول الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن رفع شعبيته في الداخل الأمريكي الذي صار فريق منه على الأقل متشككًا في كفاءة الرئيس من نواح متعددة. ومن أجل ذلك يبدو أنه لم يجد طريقةً سوى إعادة نشر التحقيقات السرية المحفوظة، بشأن حادثة الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. لكن الرئيس المأزوم لا يعي أن السعودية اليوم، باتت السعودية العظمى، وليس مجرد السعودية الحليفة السياسية لها في المنطقة كما كانت في الماضي. السعودية اليوم، دولةٌ لا تقبل الإملاءات الخارجية لأي سبب، ولا تبتز، ولا تخنع، ولا تقبل الدونية. هي دولة لها حلفاء متعددون، بمن فيهم أمريكا، ما لم يتجاوز أي من هؤلاء الحلفاء حدوده معها، ولها سياساتها الجديدة داخليًا وخارجيًا، ولها قراراتها المستقلة التي تخرج من أروقة مجلس الوزراء السعودي. أمريكا لم تعد الحليف الأول والأوحد للسعودية، وعليه لم تعد السعودية تعول أو تهتم كثيرًا للسياسة الخارجية لأمريكا. السعودية دائمًا دولة عرف عنها احترامها للمواثيق والصداقات الدولية، خاصة أن الرؤساء الأمريكان السابقين كانوا يحترمون ذلك ويقدرونه، ويراعون المصالح الضخمة المشتركة بين الدولتين. لكن بايدن نظرًا للضعف الذي يطغى عليه، وميله مع حزبه الديمقراطي إلى التشدد في سياسة أمريكا تجاه السعودية لحججٍ واهيةٍ، بدأ يفسد تلك العلاقة القوية بين أمريكا والسعودية، ظنا منه أن بوسعه تلميع صورته الباهتة. السعودية اليوم تستطيع أن تقول للعالم كله بملء فيها لا وقتما تشاء، ولن تنجح معها سياسة الابتزاز، فلديها شبكات تحالف دولية جديدة، تقوم على الندية، والاحترام الكامل، وإيجاد البديل دائمًا في حال فشل تحالفها مع أي طرف.. سيغادر بايدن المأزوم، وستظل السعودية العظمى بإذن الله شامخةً تكبر وتزدهر وتزداد عظمة إلى عظمتها السابقة ولا عزاء لأعدائها.