منذ زمن وأنا أختار أن أتأمل النجوم وحروف كلمة «نجم» وصفات النجوم فلكيا وكيف أصبحت نجوما يُهتدى بها وتبث النور والجمال والطاقة على الكواكب حولها وتجذبهم لترسم لهم مسارات ثابتة يسبحون فيها وحولها لمدد ثابتة وبدقة متناهية مستمدين الطاقة والحركة منها. فكنت أحاول أن أستشف منها صفات تنطبق على النجم الإنساني القيادي المؤثر ذي النفع المتعدي الذي يهتدى به، وكيف أن هناك كثيرا من البشر حققوا معنى النجومية ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث وصفه الله، سبحانه، في كتابه الكريم «سراجاً منيراً».. فهو سراج كنجم الشمس الذي يضيء لنا وينتج الطاقة ويحرك ما حوله بتعاملاته وشخصيته القيادية العظيمة وفي نفس الوقت منير كالقمر يعكس نور الوحي الذي أنزله الله إليه لنا.. وهناك تفاصيل كثيرة لفتت نظري لعلي أفرد لها بعض المقالات عن صفات النجم في الفلك والقران والنجومية البشرية. ولكني في هذا المقال أشير لما لفت نظري، مؤخرا، من إصرار الإعلام و المتابعين لإطلاق كلمة «نجم» على كل مشهور في مواقع التواصل الاجتماعي!! وهذا من وجهة نظري بخس وجهل لمعنى النجومية الحقيقي، فليس كل مشهور نجم وليس كل نجم مشهور. هناك فرق كبير بين النجومية والشهرة، فقد يصنع المشاهير شهرتهم على ما يضرهم ويضر مجتمعهم، وربما صنعوا شهرتهم بحماقات يشتهرون بها فترة مؤقتة فيجذبون الأنظار ويحدثون جلبة وضجة مؤقتة ثم ينطفئون بسرعة ليبحثوا عن قبح وحماقة أخرى يلفتون الأنظار بها، فلا نجد لديهم نجاحا نقتدي به ونهتدي، وفلا يوجد نفع متعد ولا جوهر طاقي ونور ذو أثر يحرك من حولهم، ولعلي أشبههم ب«الألعاب النارية» التي لطالما جذبت أنظارنا وأخذت من وقتنا بلا فائدة بطريقة عرض ألوانها وانفجاراتها وأصواتها التي سرعان ما تنطفئ وتنتهي، فهي تبقى ألعاب نارية ليست نجوما حقيقية ولن تكون نجوما. وفي نفس الوقت لو تأملنا كم من النجوم في السماء والأرض لا نعرفهم ولم يأخذوا حقهم من الشهرة، وإن كان لديهم أتباع يسيرون بمساراتهم ويهتدون بهم وينتفعون بعلمهم وبما يقدمون. وهذا لا يعني أن كل المشاهير كالألعاب النارية، فهناك مشاهير حققوا النجومية الحقيقية فعلا، ومع هذا أؤكد وأكرر أنه ليس كل نجم مشهور، وليس كل مشهور نجم فليتنا نعطي النجومية حقها ونزكيها من بعض المشاهير.