حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة، الشيخ سعود الشريم، من الشهرة. واعتبر ان السعي اليها «مرض عضال يورث الأنانية وحب الذات والإعجاب القاضي على معرفة عيوب النفس». ووصف حال المشاهير بقوله: «وكم من عالم أو داع كبا وزلّ وانقلبت حاله لأجل الشهرة. وكم من صحافي قال باطلاً وأخفى حقاً وأشعل ناراً للفتنة لأجل الشهرة. وكم من ممثل، أو ممثلة، ارتكب الحرام وأشاع الفاحشة لأجل الشهرة». الشيخ سعود عدّد اصنافا من طلاب الشهرة، لكن هذه الاصناف ليست سواء. من يمتهن الصحافة والفن والتمثيل والادب لا يتحقق وجوده او تأثيره الا بالشهرة او النجومية. وطلب الشهرة بالنسبة إليه جزء من طبيعة المهنة والترقي في سلّمها. والشيخ سعود يدرك هذا. لكنه تحدث عن نوعين تصادم الشهرة طبيعة دورهما، هما العالم، يقصد عالم الدين، والداعية. واعتبر ان بعض العلماء والدعاة «زلّ وانقلبت حاله لأجل الشهرة». وإشارة الشيخ الى هذين النموذجين هنا بالغة الأهمية. وربما، ان حالتهما مع النجومية هي التي حرّضته على الحديث في الموضوع، اقول ربما. ومن يتأمل حال بعض فقهاء الدين، والمحسوبين على الدعوة، يجد انه يتصرف على طريقة النجوم، رغم انه ينتقدهم! هذه ليست دعوة الى مصادرة حق هؤلاء في الانتشار والوصول. لكن النجومية لها ثمن. ولهذا تنازل هؤلاء كثيرا من اجلها. اصيبوا بعللها، ونالتهم تنازلاتها. وعوضا ان تكون الدعوة مجالاً للاحتساب، اصبحت وسيلة للنجومية بكل ما تعنية الكلمة. لم يعد الداعية يقرر ما يقول وكيف. اصبح يخضع الاحكام لشروط الشارط، وامام زخم القنوات وحاجتها الى الاثارة وجذب المشاهدين، اختلط الحابل بالنابل. واصبح هؤلاء جزءا من المشكلة التي يفترض انهم جاؤوا لحلها. النموذج الأهم في خطبة الشيخ سعود، والذي مرّ عليه مرور الكرام، هو «الذي يريق الدماء ويبطش ويظلم» من اجل الشهرة. وهذا النوع من المشاهير هو الذي يشغلنا اليوم. وهذا النوع من المشاهير يحتاج من الشيخ الجليل الى خطبة، وربما خطب، اخرى. فللمرة الاولى يتحدث شيخ بحجم سعود الشريم عن علاقة «الجهاد» بالشهرة. وللمرة الاولى يجري الحديث عن هؤلاء النجوم بهذا السياق. انه سياق جديد ومهم.