كثيراً ما يتردد على مسامعنا هذا المثل «باب النجار مخلع أو مخلوع» نقولها عندما نستطيع عمل شيء للآخرين، ولكن لا نعمله لأنفسنا، أو شخص يفشل في مهنته التي يقدمها للآخرين والبعض يستخدمه كمبرر له. استوقفني المثل فبحثت عن السبب، من هو النجار ذو الباب المخلوع ولماذا؟! ومن باب أولى إصلاح بابه كونه نجاراً. الغريب، وجدت أن القصة مختلفة تماماً عن استخدامنا للمثل اليكم القصة بإيجاز: يقال إن هناك نجاراً أراد ترك العمل لكبر سنه ولكن صاحب العمل أو «مديره» رفض الطلب وأعطاه مزايا أكثر فرفض النجار أيضاً، فقال صاحب العمل سأوافق ولكن أريد منك العمل على آخر بيت، وافق النجار وبدأ العمل ولكنه لم يحسن ويجود العمل واستخدم أسوأ ما لديه من مواد لكي ينجزه بشكل أسرع، وتم تسليم العمل، وقبل أن يرحل أتت الصدمة، قال صاحب العمل للنجار: هذا البيت هو هديتي لك نظير خدمتك! ولو علم النجار بأنه منزله لأجاد العمل. فأصبح الناس يمرون بجوار منزله ويقولون باستهزاء «باب النجار مخلّع» ومن هنا بدأ المثال. هل من المعقول مثلاً أن دكتور الإسنان أسنانه «مسوسة» أو المهندس المعماري لا يجيد تخطيط منزله أو أخصائي التغذية يدخن والخ. قد يكون ولكن من باب المنطق لا. بعض الأمثال تستخدم بغير موضعها ولا تطابق الموقف أو الحدث. إلى هنا سأتوقف عن كتابة المقال كون قلمي قد انكسر «قلم الكاتب مكسور».