حقق البطل السعودي لاعب الكاراتيه طارق حامدي الميدالية الفضية في «أولمبياد طوكيو 2020»، وهي المرة الأولى التي تدرج فيها هذه اللعبة بطلب من البلد المنظم ضمن 4 رياضات جديدة تم إدخالها بشكل استثنائي، وبها حققت المملكة المركز 77، والميدالية الرابعة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، إذ حققت في أولمبياد سيدني 2000 ميدالية فضية حصل عليها اللاعب هادي صوعان في سباق 400 متر حواجز، والبرونزية حققها اللاعب خالد العيد في القفز الفردي في الفروسية. وفي لندن 2012 الميدالية البرونزية لفريق القفز الجماعي في الفروسية.،(الأمير عبد الله بن متعب، رمزي الدهامي، كمال باحمدان، عبد الله شربتلي). ويعتبر ما حققته المملكة العربية السعودية في أولمبياد طوكيو متواضعا قياسا بعدد اللاعبين الذين شاركوا في البطولة وعددهم 33 لاعبا في 9 رياضات، وما توفر لهم من إمكانيات مقارنة برياضيين من دول أخرى إمكانياتها أقل بكثير ك«جامايكا» التي شارك منها 50 لاعبا، وحققوا المركز 21 بمجموع 9 ميداليات 4 ذهبية، 1 فضية، 4 برونزية، وحقق بعضهم أرقاماً قياسية. فضلا عن بعض الأبطال الأفراد من الدول ذات الإمكانيات الكبيرة، حققوا أكثر من ميدالية، جلعت بلدانهم ضمن العشرة الأوائل، كالسباح الأمريكي كايلب دريسيل الذي حقق 5 ميداليات ذهبية. والسباحتان الأستراليتان إيما ماكيون 4 ذهبية و3 برونزية وكايلي ماكيون 3 ذهبية و1 برونزية. والواقع أن المتتبع لنتائج مشاركاتنا في الأولمبياد سيلحظ أنها محدودة وتراجعت من ميداليتين في عام 2000 إلى ميدالية في 2012 وميدالية في 2020، ولعل السبب في ذلك هو عدم الاستعداد المبكر للمنافسات، فالدول التي تحقق مراكز متقدمة تستعد قبل موعدها بسنوات، حيث تنتقي المواهب الشابة وتصقلها وتهيئ لها الإمكانيات اللازمة للمشاركة في المنافسات المحلية والدولية، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات محلية محاكاة للأولمبياد قبل موعدها لتهيئة اللاعبين للمنافسة، واختيار الأفضل منهم. كذلك عدم الاهتمام كما يجب بالألعاب الفردية ورياضييها، برغم أنها هي التي تحصد الميداليات، مقارنة بما تحظى به الألعاب الجماعية من دعم خصوصا كرة القدم، أضف إلى ذلك الافتقار إلى برامج ومنافسات رياضية مدرسية وجامعية فاعلة، تهدف إلى اكتشاف المواهب الناشئة وصقلها في مراحل مبكرة، لتتمكن من المشاركات المحلية والدولية، علاوة على غياب المنافسات الرياضية النسائية المحلية التي بها يتم اكتشاف عناصر موهوبة، تحقق إنجازات في المشاركات الأولمبية، سيما وأن المشاركة النسائية تشهد تزايدًا في الأولمبياد، وبها تحقق الدول مراكز متقدمة، فقد شهدت أولمبياد طوكيو زيادة غير مسبوقة في عدد الرياضيات الإناث بلغت نسبتهن 48.8% من إجمالي (11656) لاعبا مثلوا 205 دول وفريق اللجنة الأولمبية للاجئين. وحيث إن الدورات الأولمبية أصبحت من أهم الأنشطة العالمية التي تعزز السلام والتقارب بين الشعوب، وتتنافس الدول على تنظيمها من أجل تحقيق انتعاش اقتصادي، وزيادة ناتجها المحلي، ونشر ثقافتها وزيادة قوتها الناعمة، كما أن المشاركة فيها وتحقيق مراكز متقدمة يساعد على عكس صورة ذهنية إيجابية عن الدولة بين الشعوب. لذا أرى أنه من المفيد أن تضع اللجنة الأولمبية السعودية خطة إستراتيجية، تهدف لتعزيز مشاركة المملكة في الأولمبياد وتحقيق نتائج متقدمة في أولمبياد باريس 2024، ولوس أنجلوس 2028، والتمكن من إعداد ملف لتنظيمها في العام 2032. ولتحقيق ذلك علينا التركيز على تكوين بعثة أولمبية متكاملة بحلول 2023، وتحضيرها للمشاركة في الأولمبياد، وذلك من خلال تنمية وتطوير الرياضة المدرسية والجامعية المرتبطة بالألعاب الأولمبية، وتنظيم بطولات فاعلة لها على مستوى المدن والمناطق والمملكة من أجل اكتشاف أفضل المواهب وصقلها من مراحل مبكرة. مع تطوير مقررات دراسية نظرية وعملية للألعاب الرياضية الأولمبية وتعميمها على المراحل الدراسية كافة، وإلزام الأندية الرياضية بتفعيل الرياضات الأولمبية الفردية والجماعية لكل الفئات العمرية ضمن أنشطتها، والمشاركة في منافساتها المحلية كافة، ومنحهم 24 شهرًا كحد أقصى لتحقيق ذلك، على أن يحرم أي ناد من المشاركة في منافسات كرة القدم المحلية في حال تقاعسه عن ذلك. زيادة وتطوير المنافسات المحلية لجميع الفئات العمرية في الألعاب الأولمبية الفردية والجماعية. تجهيز وتشييد مرافق رياضية للألعاب الأولمبية في مدن المملكة كافة. تكثيف المشاركات المجتمعية والقطاع الخاص لرعاية منافسات الرياضات الأولمبية ولاعبيها. فتح أندية رياضية نسائية في كل المدن، تضم الرياضات التي تناسب عاداتنا وتقاليدنا كالرماية والفروسية بأنواعها وسلاح الشيش، والتنس، والرياضات المائية، والدراجات الهوائية وتنظيم بطولات محلية لهن، ودعم المتميزات منهن للمشاركة في المنافسات الأولمبية والعالمية الأخرى، لأنها تحصد عددا من الميداليات، ترفع من مستوى الترتيب العام في الدورة. وتوعية المجتمع بأهمية المنافسات الأولمبية والمشاركة فيها للجنسين. ومن المؤكد أن المشاركة في الدورات الأولمبية والدولية وتحقيق نتائج متقدمة سيعودان على المجتمع بمنافع اقتصادية ومعنوية، ويبرزان المكانة الحضارية والإنسانية التي وصلت إليها المملكة. يذكر أن المملكة العربية السعودية بدأت مشاركاتها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العام 1972م بميونخ ولم تنقطع عنها إلا في العام 1980م التي نظمها الاتحاد السوفيتي، وقاطعها الكثير من الدول بسبب غزوه لأفغانستان.