انطلق دوري المحترفين السعودي دوري الأمير محمد بن سلمان أدام الله عزه وسدد على دروب الخير خطاه. الآمال عراض والتطلعات تعانق السحاب، وكل يغني على ليلاه، وهنا لا أبالغ ولا يبلغ الانتظارعند البعض منتهاه، فلا فرق هنا بين من أضله ربي وهداه، إنما هي كرة القدم التي تتلاعب بأعصابنا وتأسر قلوبنا، وتسلب من البعض حتى صحته وماله، بل وقد تدخلنا في حلال وحرام، ورغم ذلك ما زلنا خلفها تأسرنا وتستحوذ على مشاعرنا واهتماماتنا. لقد باتت الكرة متنفس الشعوب، تستحوذ على العقول والقلوب شئنا أم أبينا وليس محدثكم دون سواه. حتى وإن طرقنا باب المهم والأهم فهي واقع بأبعاده المختلفة يفرض علينا ونحن له راغبون. وليس هذا مربط الفرس بالنسبة لنا هنا، وإنما ذلك الضخ المالي الرهيب الذي يلقاه هذا القطاع وتحديدا كرة القدم، أرقام فلكية لا نحصي لها عدًا، باتت تذهلنا وتعزف على أعصابنا وتتلاعب بمشاعرنا، فما يحصل عليه لاعب الكرة يحلم به عالم ذرة ويعجز عنه استشاري في الطب. إنها كرة القدم تحديدًا التي مهما بلغ حد الاختلاف وتباينت وجهات النظر حولها، إلا أنها ما زالت تفرض نفسها حقيقة وواقعًا لا مناص منه، فهي اليوم تعد مهنةً ومصدرًا للقمة العيش، جنبًا إلى جنب باقي المهن شئنا أم أبينا. بل صارت صناعة وعلمًا يدرس، ترسم من أجله الخطط وتوضع الإستراتيجيات وتستقدم الخبرات حتى وإن كان ذلك الواقع مبالغًا فيه. واقع حتى وإن رأى البعض فيه أنه يصور شيئًا من الإخفاق عند العرب أكثر من غيرهم فنحن للأسف نصدر العلماء والمتميزين للغرب ونستقدم عوضًا عنهم لاعبين ومدربين كرة قدم. لقد تحول ملعب الكرة إلى ساحة للانتصارات والفتوحات، كرة القدم التي كانت ومازالت تفرض سطوتها وتتسع شعبيتها حتى على غيرها من الألعاب الرياضية. لقد باتت ركنًا أو ضلعًا مهمًا في حياة الشعوب، ولا نبالغ إن قلنا في تحديد هويتهم، بل وهدفًا للكثير من الدول من خلاله يكون الصعود لمنصات التتويج لتحقق ما عجزت عنه في الميادين الأخرى. لقد أثبتت كرة القدم أيضًا أنها عامل مهم لإذابة الكثير من الحواجز، نعم إنها كرة القدم التي حققت ما عجز عنه كثيرون، فهي الوحيدة التي كانت وما زالت تبث الفرح وتنشر السعادة وسط شرائح كبيرة ومتنوعة، وهي الوحيدة تقريبًا التي تملك القدرة على انتشالنا من أحزاننا وهمومنا وبشكل عجيب، لقد باتت مصدرًا للفرح والسعادة، وملاذا من ضغوطات الحياة الطاحنة وأزماتها المتكررة. ولأنها كذلك أرجوكم لا لا لا تفسدوها، لطفا لا تفسدوها بالتعصب، ولا تحرمونا منها بالتشفير، فما بين غلاء التذاكر والتعصب الفاجر يطفو اليوم على السطح تشفير الظاهر لذا أرجوكم لا لا لا تفسدوها.