عند كل محفل أستحضر البيان والقلم والفكر، وأهيب بالكلمة لأفتَنَّ ذلك المقال للمقام.. عدا هذا المقال لأن مقام المحتفى به أكبر من كل مقال. إلى ذلك التربوي المربي الفاضل.. منذ أن كنت طفلة، ترعرعت بداخلي كلماتك ونبل مواقفك.. بدءا من تعليمك لي فنون الحسابات وعلوم الرياضيات في المرحلة الابتدائية إلى شغف الأبحاث العلمية والقيادة التربوية في مرحلة الماجستير. ولو عدت بذاكرتي لسنوات مضت لأثبت لك بأن غرس تعليمك باقٍ ومحفور في الذاكرة، وذلك عندما كنت في الصف السادس الابتدائي فقت وتفوقت على معلمتي لتأسيسك الاستثنائي. حباك الله خُلقا جما وأسلوبا تربويا فذا، وموهبة لا تقدر بثمن.. لقد انصب فكرك المستنير وعلمك الوفير وعطاؤك المتميز عبر السنوات في فكر وتربية الأجيال. لم ولن تنساك.. وحتما جنيت الثمار لصفاء نيتك ونقاء قلبك وإخلاصك لربك ودينك ثم وطنك.. أكتب كلماتي والدمع يسبقني والمشاعر تختلج ذاتي. لقد وهبت شبابك وسنوات نضجك في حقل التعليم، وتدرجت مهنيا بمراحل كانت بمثابة مجد يعلوه مجد. يا من سبقت كل الأماني وتفوقت على كل الطموحات وحطمت كل يأس، وناضلت وكافحت وتحديت كل تجربة خضتها وحصدت تفردها.. فأنت هامة تشار لك بالبنان.. لقد بلغت ذروة العلم والمعرفة ودرجات الوعي، وساهمت في الحياة وركبها تربية وتعليما وتوجيها وإرشادا وإشرافا وإنتاجا واستشارة.. تلهمني وتسكن ذاتي، بل تشربت أسمى المعاني ألا وهي مقولتك (اخدم العلم وأهله كي أجني أطيب الدعوات.. فدعوة تكفيني).. ها أنت اليوم تجني حصادًا لا يضاهيه فخرًا وسعادة وامتنان. مع ختام مسيرتك المهنية تشهد لك إنجازاتك وأجيال تفتخر بك كلما استرجعت أعمالك وجميل أفعالك تثقل بها بعون الله موازين أعمالك. سيشهد لك تاريخ تعليم جدة متمثلًا في مكتب تعليم الصفا جهودك في الميدان التعليمي.. كلنا فخر واعتزاز بك. وها أنت اليوم وصلت إلى هذه المرحلة التي هي تاج على رؤوس الشرفاء، وغاية يتسابق إليها الأوفياء، وإن حقوقك علينا كثيرة، ومن أهمها: دعاؤنا لك بالتوفيق والتسديد في مرحلتك الجديدة، والتي لا تقل أهمية عن الأولى. شكرًا من الأعماق على هذا المشوار الحافل بالعطاء والتميز والانتماء.. وبعد كل هذا وذاك حتمًا قد تتساءلون من هو ذلك المربي.. إنه الأستاذ الفاضل خالي الغالي سراج الزنبقي.