هل حقًا أصبح الطلاق ظاهرة بالمجتمع؟، هل بدأنا نراه حولنا وخاصةً في أقاربنا؟. إن أصبح حقًا ظاهرة مشاهدة بمجتمعنا، فهل أسبابه ودواعيه منطقية تستوجب الانفصال أم لا ؟!. إذاً أين الخلل؟ في مجتمعنا، أم الزوج أو الزوجة أو كلتاهما؟. فعلًا هناك عوامل رئيسة وأخرى مساعدة على الانفصال بين الزوجين. دعونا نقف وقفة تأمل لهذه الكارثة الفتاكة التي تهدم البيوت، وتشتت الأسر، وقد تأخذ الأبناء نحو العقوق، ولِمَا قد يحدث من ندم على اتخاذ مثل هذه القرارات المفصلية، وقد يكون خيارًا مناسبًا للبعض بل مجبرين عليه، لتجنب المعاناة في العيش وهؤلاء قلَّة. لا تكاد تخلو أسرة من مطلق أو مطلقة، وإن أمعنا النظر في أغلب حالات الطلاق، نرى الأسباب لا تستوجب الانفصال، وإنما تبنى على سوء ظن وتهويل للأمور، وعدم الوعي الكافي بمرحلة الزواج ومتطلبات ورغبات كل من الزوجين. عزيزي الزوج.. لا تُقبل على مرحلة الزواج دون الالتحاق بدورات تؤهلك للزواج وهي كُثر، ولا تتوقع أن زوجك سوف تكون كوالدتك أو أخواتك، ترقُ قلوبهم لغضبك وحزنك وتقلباتك المزاجية، فلابد أن تتوقع الاختلاف بالآراء والأفكار والتوجهات، فلا تُبنى حياة زوجية مستقرة حتى تعلم هذا قبل الإقدام على الزواج واختيار الأنسب لك. أيها الرجل الأنيق كن حَسَنَ الخلق واللفظ، فالغضب ليس عذراً لسوء الخلق ورديء الألفاظ، حتى بالخصومة كن راقياً في تعاملك، منصفاً لشريكة حياتك. عزيزتي الزوجة.. احرصي على الدورات المؤهلة للزواج فهي ذات أهمية بالغة، خاصة ونحن بمجتمعنا المحافظ - ولله الحمد - ليست لنا تجارب سابقة غير شرعية، قد نبني عليها أو قد نتعلم أو نستفيد منها. اعلمي أيتها المرأة العفيفة الجميلة الجوهرة بحجابك وحشمتك، إقدامك على الزواج يحتاج منك زاوية من الصبر والتحمل تركنين إليها، فلا تخرجي من جوهر الأنثى الرقيقة العفيفة اللطيفة بحديثها، وحسن لفظها، فلا تسيئي حين يسيئ زوجك، فأنت تعاملينه بأخلاقك، وما ربيتِ عليه، لا بإساءته أو سوء لفظه، فالعفة جوهرك، والرقة واللين حديثك وديدنُك، ثقي تمامًا كما لكِ متطلبات من الزوج فهو له أيضًا، وأنتِ تختلفين عنه بمشاعرك كأنثى، وهو يختلف عنك بمشاعره كرجل، فغالب الرجال يسعد عندما يكون القرار بيده، فاعلمي كيف تطلبين ما تريدين في ظل رغبات زوجك، فبهذا قد تكسبين مطلبك وزوجك. الرجل هكذا، لنفترض أن زوجك بدر منه تقصير سواء في مال أو مبيت أو غير ذلك، وقد تكون المسببات غير ظاهرة لكِ، فلتحسني الظن ولا تجاريه بخطئه بالتبرج مثلا لإغاظته، فالخطأ لا يعالج بخطأ، وإن كان مقروناً بمعصية، فهذا أدهى وأمر. وكذلك أيها الزوج، لا تقابل المعصية بمعصية والله المستعان. رسالة للمجتمع: واجب المجتمع التوعية بإظهار جوانب الزواج الإيجابية والسلبية لشباب مجتمعهم، وغرس الآداب والأخلاق الإسلامية في أبناء المجتمع، وتجنب الألفاظ السيئة حتى بالخصومة، واحترام كبير السن وتوقيره، ومعرفة أن الزواج ليس رحلة نزهة، بل أجمل وأمتع من ذلك. فهو حياة توافقية وتقديرية بين الطرفين، فهل هناك خلاف قد يحدث؟. نقول نعم ولكن يجب أن تعلما أن حياتكما أكبر وأعمق من أن تصل الأمور إلى الانفصال وتشتت الأبناء. وأخيراً وليس آخراً، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». فليكن خيارك الأول، هو صلاح دينها، فإن كان مع ذلك جمال ومال وحسب فهذا خير. ولا يكن همك هو الجمال والمال والحسب على الدين.