ينهي قرار إغلاق وإزالة سوق حجاب، بالنسيم الغربي بالرياض، رحلة امتدت 42 عاما في ذاكرة سكان شرق العاصمة، حتى أن كثيرا من الشعراء نظموا القصائد لأحداث ومواقف وقعت في السوق، وبالعودة إلى تاريخ إنشاء السوق نجده بدأ 1400، عندما فكر المستثمر حجاب بن نحيت، في إنشاء سوق جديد مختلف شرق الرياض، فاشترى قطعة أرض على مساحة 30 ألف متر، ثم اشترى لاحقاً بناية تطل على شارع الثلاثين، ليربط السوق بالشارع الرئيسي والمرافق الحيوية بالمنطقة، وذلك بحسب رواية متداولة لرجل الأعمال حمدان بن نهار الحربي، الذي يقول إن ابن نحيت أنشأ على الأرض العديد من محلات الذهب، وباعها للتجار ب 60 ألف ريال، لكنه اشترط عليهم أن يفتحوا المحلات فور توصيل المرافق إليها، وشهدت بعد ذلك ارتفاعا بقيمة المحلات حتى وصل سعر بعضها إلى 3 ملايين ريال حالياً. نجاح وشهرة وافتتح السوق فعلياً للمتسوقين عام 1405 ب400 محل، ومن ثم أضيفت إلى السوق فكرة القيصريات، حيث أنشأ عدداً متنوعاً منها، فأصبح السوق يضم جميع الاحتياجات التجارية للمتسوقين، وهو ما ساهم في نجاحه وشهرته. ولم تقتصر شهرة سوق حجاب على الرياض والسعودية فقط، بل وصلت إلى دول مجلس التعاون، إذ يعمد كثير من الزوار لارتياده، لتوافر بضائع بالسوق قد لا تكون متوافرة في غيره من الأسواق الشعبية. اشتهر السوق في حقبة زمنية مضت، بكثرة المواطنات السعوديات اللاتي يعملن في السوق، ويمارسن التجارة ومنهن من تمارس الطب الشعبي، كالكي والحجامة، ويتقاطر إليهن المرضى من مختلف المناطق، ومن دول الخليج. منتجات غذائية ولا يزال سوق حجاب الشعبي ينافس المحال والمراكز التجارية الحديثة، إذ يعتبر من الأسواق ذات الإقبال الكبير، وتستقطب بسطاته التي تكتظ بها ساحة السوق الرواد، لتخدمهم كبيرات السن برفقة عاملاتهن الآسيويات، إذ يوفرن البراقع والنقاب، ومنتجات غذائية لا تتوافر غالباً إلا بالأسواق الشعبية، كالسمن والعسل والتمور. وأتاح السوق الشعبي حرية التبضع للنساء، بعد أن تم بناء متجر يختص بهن ومنتجاتهن فقط، كي يعطي المرأة الحرية لتغطية وشراء احتياجاتها الشخصية، كما يتضمن السوق الشعبي، مجموعة من محال الأعشاب يقصدها العملاء، لطلب العلاج كالكي أو الطب الشعبي وغيرهما، وما يميز ذلك السوق وجود بعض المحلات التجارية الشعبية مثل «العطارة»، التي تحتضن كل ما يتعلق بالجسم والبشرة، والأعشاب الطبيعية، كما يوفر بعض الأغذية وما تختص به المرأة. كثافة مرورية ويعاني السوق من سلبيات عديدة، من بينها الزحام في أوقات المواسم، ونهاية الأسبوع، وكثرة المخالفات المرورية، كالوقوف الخاطئ وعكس المسار، سوء التخطيط نظرا لقدم الموقع، وعدم قدرة الموقع على استيعاب أعداد المتسوقين، إضافة للكثافة المرورية.