«1» يقول الروائي السوداني حمور زيادة في لقائه ببرنامج «حوار فكري» على قناة البوادي: «لا يمكن أن تكون روائياً ما لم يصبح لديك موقف من العالم». «2» المصري حافظ وهبة السياسي والمستشار الشهير للملك عبدالعزيز، كان له موقف من تسلّط القنصل البريطاني في البحرين، والذي على إثر هذا الموقف تم إبلاغه بعدم رغبة السلطات ببقائه على أراضيها. موقف لو لم يكن، لما رأينا رواية تاريخية موثقة لحافظ عن «جزيرة العرب في القرن العشرين» و «خمسون عاماً في جزيرة العرب». «3» عندما يقال موقف، فإنه ليس بالضرورة أن تكون المواقف دائماً صدامية وحادة وشرسة. الصدام أسلوب، الموقف فكرة. «4» المواقف بعض الأحيان قد تكون فرصة للإبداع، والتغيير والتجديد والنجاح. محمد بن سلمان كان له موقف من القيادات الإدارية قبل 2015، ونتيجة لهذا الموقف، تجددت قيادات، وجاءت قيادات أخرى، لتقفز ببلاده مراتب متقدمة، في كثير من المؤشرات والمقاييس العالمية. «5» الصمت في أحيان قليلة يعتبر موقفا، وفي أحايين كثيرة هو دلالة ضعف. لا تصمت على ظلم وقع عليك، وتقول بأن لي موقفا تجاه هذا الأمر. موقفك هنا يجب أن يكون صوتاً عالياً، يصم الآذان ويحدد منهجيتك. «6» الانغماس حد الثمالة بالحياة الاجتماعية، يجعلك لا تحدد موقفك بشكل جيد. تختلط عليك الأفكار، وترتبك روحك ما بين رغباتك واحتياجاتك، فتجيء مواقفك ذابلة وهامشية، وضائعة في دروب القواعد الأصيلة، التي يحيا عليها الإنسان. «7» المواقف التي أقصدها في هذه المقالة، ليست مواقف الشخص مع أخيه أو ابن عمه أو صديقه، لا، المواقف التي أتحدث عنها، هي مواقف الإنسان تجاه نفسه وحياته، وعلاقة هذا الثنائي بالحياة الضخمة التي تعج خارجها. «8» هل تفتقد بعض الحسابات الشهيرة في تويتر؟ هل لم تعد ترى أشخاصاً يغردون بكثرة، خلافاً على عاداتهم السابقة؟ لا غرابة في ذلك، هم أخذوا موقفاً تجاه ما يحدث في هذه الساحة فغادروها، أو قللوا من حضورهم بداخلها. بعضهم بعدما غادر، انعكست مغادرته على إنتاجيته في الحياة فزاد من نشاط مساحاته، التي يحبها ويستمتع بها في الحياة. «9» مواقفك اليوم، هي حياتك مستقبلاً.