قبل الميلاد وفي عصر الممالك المتحاربة في الصين كتب تشويوان الشاعر المحبوب والمحترم منذ آلاف السنين قصيدة «أسئلة إلى السماء»، وطرح فيها 172 سؤالا للسماء، جسد فيها روح السعي لفهم الحقائق في الفلك والجغرافيا والأدب والفلسفة، وأصبحت هذه القصيدة من أندر وأعجب القصائد في التاريخ الصيني، وما زال الشعب الصيني يحتفي بها ويبحث عن أجوبة الأسئلة التي طرحها الشاعر، وامتد تأثير القصيدة من قبل الميلاد وحتى 15 مايو الحالي، عندما فاض مركز التحكم في الفضاء ببكين بالهتاف والتصفيق احتفاءً بهبوط تشورونغ أول مركبة تجوال صينية تهبط على كوكب المريخ. البحث عن إجابات أطلقت الصين المركبة تشورونغ إلى سطح المريخ في مهمة عنوانها «أسئلة إلى السماء» تبحث فيها المركبة تشورونغ عن أجوبة القصيدة، وتسجل المركبة صورًا عالية الوضوح وثلاثية الأبعاد، وتحلل المكونات المادية لسطح المريخ، واكتشاف هيكله وما تحت السطح ومجاله المغناطيسي، والبحث عن آثار للجليد المائي وملاحظة البيئة الجوية المحيطة. مما دعا المدير المساعد لوكالة ناسا توماس زوربوشن لأن يعرب عن تهانيه لهبوط المركبة الفضائية الصينية تيانون-1 بنجاح على سطح المريخ. وكتب زوربوشن في تغريدة يقول «تهانينا لفريق تيانون-1 التابع لمصلحة الفضاء الوطنية الصينية على هبوط المركبة الجوالة الصينية الأولى لاستكشاف المريخ «تشورونغ» بنجاح! وجنبا إلى جنب المجتمع العلمي العالمي، أتطلع إلى المساهمات المهمة التي ستقدمها هذه المهمة لفهم البشرية للكوكب الأحمر». هبطت تيانون-1، حاملة المركبة الجوالة الصينية الأولى لاستكشاف المريخ «تشورونغ»، بنجاح على الكوكب الأحمر، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الصين بإنزال مسبار على كوكب آخر غير الأرض. مهام في مهمة واحدة تم إطلاق المركبة الفضائية تيانون- 1، المكونة من مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة تجوال، من مركز ونتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية على ساحل مقاطعة هاينان الجزرية بجنوب الصين يوم 23 يوليو 2020. ودخلت مدار المريخ في فبراير 2021. وقال يه بي جيان، الباحث الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم، إن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها الانتهاء من الدوران في المدار والهبوط على سطح المريخ في مهمة إطلاق واحدة، فقد أصبحت الصين في طليعة استكشاف المريخ في العالم. تجدر الإشارة إلى أن المركبة الجوالة، التي سميت على اسم ما يسمى «إله النار» الصيني «تشورونغ» في الأساطير الصينية القديمة، مزودة برادار لاستكشاف باطن الأرض، وأجهزة ليزر، وأجهزة استشعار لقياس الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي. وقال لي تشون لاي، نائب كبير مصممي أول بعثة صينية لاستكشاف للمريخ، إن استكشاف المريخ لن يقتصر فقط على دراسة ما إذا كانت هناك حياة الآن أو من قبل على سطح المريخ وإنما سيساعد أيضا في إلقاء الضوء على تاريخ تطور الأرض واتجاهات التنمية المستقبلية لها، فضلا عن البحث عن حيز معيشة محتمل للبشر. مسبار أول نشرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية في 19 مايو صورتين ومقطعي فيديو التقطها مسبار المريخ الصيني (تيانون- 1) في أثناء وبعد أول هبوط على الكوكب الأحمر المريخ في الجزء الجنوبي من يوتوبيا بلانيتيا، النصف الشمالي للمريخ، ليصبح أول مسبار صيني يهبط على كوكب آخر غير الأرض. وتم التقاط الصورة الأولى، وهي صورة بالأبيض والأسود، بواسطة كاميرا خاصة لتجنب العوائق مثبتة أمام الطوافة، وتظهر التضاريس الخاصة بالاتجاه الأمامي للمركبة الطوافة بوضوح في الصورة، ويظهر أفق المريخ منحنيا بسبب العدسة واسعة الزوايا. وتم التقاط الصورة الثانية، وهي صورة ملونة، بواسطة كاميرا الملاحة المثبتة في الجزء الخلفي من المركبة الطوافة. وتظهر التربة والصخور الحمراء على سطح المريخ بوضوح في الصورة. كما أرسل المسبار مقطع فيديو التقطته كاميرا مثبتة على المركبة المدارية، يوضح كيف انفصلت مركبة الهبوط والمركبة الطوافة عن المركبة المدارية في أثناء عملية الهبوط. إشاعة فقدان الحطام جاء هبوط تشورونج السلس والمدروس وغير المسبوق، ليعزز مصداقية الرد الصيني على إشاعة فقدان الصين السيطرة على حطام صاروخها الفضائي، وهي إشاعة انتشرت في كافة الوسائل الإعلامية في العالم، وعلقت عليها سفارة الصين في السعودية ردا على ما يتم تداوله من تساؤلات ومخاوف، بشأن خروج الصاروخ عن السيطرة، وقالت «مثلما قدمت بعض وسائل الإعلام تغطية غير مهنية في مايو 2020، تعد الشائعات هذه المرة أيضا غير صحيحة». أضافت «فيما يلي التعليق المهني للخبراء.. بعد أن يكمل الصاروخ مهمة تسليم الحمولة الفضائية، يفقد قوته، وبغض النظر عن البلد الذي يصنعه، فلا يوجد مفهوم «التحكم» في حطام الصاروخ، لكن مسار رحلة الحطام محسوب بعناية». وتابعت «تقوم الدول المسؤولة في مجال الفضاء بما في ذلك الصين بإبطال الفعالية التفجيرية للصاروخ في المرحلة الأخيرة، ويمكن نقل الصاروخ إلى مدار مهجور». وبينت السفارة أنه منذ الوقت الذي تم فيه إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء، لم تكن هناك أي حالة لحطام صاروخ أو خردة فضائية ضربت البشر من خلال الدوران حول الأرض. الإنجاز الكبير في مهمة «تيانون-1» أو «أسئلة إلى السماء» الذي حققته الصين يؤكد لنا أن الدافع خلف نشر الإعلام الأمريكي لشائعة فقدان الصين للسيطرة على حطام صاروخها الفضائي هو لتشتيت انتباه العالم عن إنجاز الصين في الوصول إلى المريخ كثاني دولة بعد الولاياتالمتحدة تنجح في إطلاق مركبة تستكشف سطح المريخ وتبحث فيه عن أجوبة للأسئلة التي طالما بذل العلماء من الجهد المتواصل للإجابة عنها. تشورونج - روبوت صيني مهمته استكشاف المريخ - عملية إرساله إلى المريخ هي الأولى من نوعها للصين - الصين باتت ثاني دولة في العالم تنجح في هذه العملية بعد أمريكا - أطلقت الصين في يوليو 2020 مهمة «تيانوين- 1» غير المأهولة - يضم المسبار مركبة مدارية (تدور حول المريخ) ومركبة هبوط على متنها «تشورونغ» - هبط في منطقة من المريخ تسمى «يوتوبيا بلانيتيا»، وهي سهل شاسع - يزن تشورونغ حوالي 240 كلج - من مهمته إجراء تحاليل للتربة والغلاف الجوي ورسم خرائط للمريخ. - مجهز بألواح شمسية لتزويده بالطاقة ومن المفترض أن يعمل 3 أشهر - جهزت عربته الجوالة بكاميرات ورادارات ومستشعرات ليزر