بادئ ذي بدء لنقل أن موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية ثابت لم يتزحزح، فهي تقف إلى جانب الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ومن المحزن أن نجد من يخالف هذا الرأي علنا، ويرى أن قضية فلسطين ليست قضيته، ليس هذا فحسب بل إنه يحشد المتابعين ويتلاعب بهم. هذه الدائرة تتوسع يوما بعد آخر. لهذا وغيره اكتب سؤالا، إذا لم تكن إلى جانب الحق والعدل فإلى من تكون؟ ألم يعد منظر الدم والتوحش والدمار يذكركم بشيء رائع اسمه الإنسانية؟، ألم تعد الصرخات التي تطلب العون والمساعدة، تذكركم بالأخلاق الفروسية العربية الأصيلة، كنجدة الملهوف وإغاثة المحتاج؟. فلسطين ليست قطعة أرض بل معتقد ودين، ليست شأنا داخليا فلسطينيا بل عالميا إنسانيا إسلاميا، وكونك إنسانا عربيا مسلما، يحتم عليك أن تكون مسؤوليتك أكبر في تأييدهم ونصرهم. انصرهم بما تستطيع ماديا كالتبرعات، عبر جهات موثوقة مثلا أو معنويا بالدعاء، لكن لا تقف مكتوف اليدين أو غير مبالٍ بما يحدث لهم. الاجتماع مطلب مهم وأعتقد أنه لو توحدت الصفوف والأقلام والمنصات الإعلامية بأطيافها كافة، لأمكن كل هؤلاء إحداث تأثير، لا يقل أهمية عمن يقاتل على الأرض، والكلمة البسيطة والبوست الذي ترى بأن ليس له وزن أو قيمة، لا أنت مخطئ بل هو غاية الأهمية. خلال الأيام الماضية انتفض العالم، لرؤية ما يفعله الاحتلال في كل الدول بلا استثناء. انهزم العدو إعلاميا وافتضح أمره، وتحطمت الصورة التي خدع بها الصهاينة العالم بأنهم مسالمون وحمائم سلام. انهزم العدو ميدانيا، تلقى كما هائلا من الصواريخ، التي ما كانت له بالحسبان، وانكشف ضعف الجيش الذي لا يقهر ولم يبق لهم سوى الهدنة. الهدنة لإعادة ترتيب الأوراق وإحداث فتنة، فاليهود معروفون بالخداع والمكر والحيلة. انتهت معركة وبدأت معركة الوعي فهل نحن مستعدون؟