في غزة كانت أصعب الاختبارات لكل شيء جميل وكل شيء قبيح.. تناقضات تفوح منها خيانة وتفوح منها بطولة، تفوح منها متاجرة بالقضية وتفوح منها ايمان بالحق.. تساقطت الكثير من الاوراق وانكشف الكثير من المستور.. تساقطت الاوراق وسقطت معها الكثير من الاقنعة. تناثرت الجثث للابرياء سقط الطفل قتيلا وجريحا وسقطت الامهات بين جريحة وقتيلة.. وبقي صناع الحروب في مأمن من كل شيء من الصاروخ ومن الرصاصة ومن الالم ومن الجوع.. ومن الخوف. مؤلم منظر اهلنا في غزة وهم يموتون الما وجرحا وخوفا دماؤهم تنتثر على الطرقات وتخضب الرصيف.. وبعض عربنا يصرخون منادين للنفير لحرب هنا وهناك وليس من بينها غزة.. ليس من بينها القدس.. العرب يذبحون بعضهم ويقتلون بعضهم.. يتجملون بكم في خطابهم الديني وخطابهم السياسي.. وينسونكم مع تحرك عصاباتهم حربا وقتلا وحرقا في بعضهم البعض.. اطفال غزة يموتون هناك حيث التعنت الصهيوني يبلغ ذروته.. والعنف العربي داخلنا يقتل اضعاف ما يقتل الصهيوني.. دماء المسلمين استبيحت برصاصة عدو شرعي.. وعدو ايدلوجي.. وبقي الشاب الفلسطيني بصدره العاري يقاوم ويقاوم وتساقط الاطفال والنساء في معركة غير شريفة.. معركه لا تكافؤ فيها وقودها طفل وامرأة.. وقودها شيخ ومعاق وصدر عار يحمل الامل والايمان وعدالة القضية.. طفل غزة يبكي اليوم معاناته ومعاناة طفل حلب ومعاناة طفل الموصل.. ومعاناة طفل بورما وطفل الصومال ابرياء هنا وهناك يسقطون برصاصة مجرم وعدو.. باتت القضية الفلسطينية للاسف جزءا من خطاب وليست هدفا لعمل.. يتاجر بها من لايخدمها.. الخلاف اخترق جسد القيادات الفلسطينية نفسها، غزة في عالمها والضفة الغربية في عالمها.. الموت يخترق جسد الابرياء وقرارات المغامرة تسيطر على قيادات حماس.. صواريخ شبه ورقية تنطلق من غير مكان لا ضحايا لها في صفوف العدو فقط رعب معنوي مصطنع يقابله مئات من الشهداء في صفوف الفلسطينيين.. باعتراف الزعامات المترفة في صفوف حماس المقيمة في اماكن بعيدة تنعم بالهدوء والترف والحماية.. نجد آخرين يصنعون القرار لضرب الاماكن المحتلة في فلسطين بصاروخ ينطلق عشوائيا لا يصيب هدفا ولا يهدم سور خوف.. فيأتي رد الفعل اعنف واقسى واقوى.. يقتل ويفتك بحرب لا اخلاق فيها.. تقف منظمات حقوق الانسان الغربية صامتة او مبررة لهذا العنف الظالم.. المتعمق في القسوة وسفك الدماء البريئة بهدف الرد على قيادات تجر القضية الفلسطينية الى ضياع اكثر.. فلسطين لم تعد هي القضية الاولى مع حراك الربيع العربي.. لم تعد واضحة القرار مع تعدد رؤوس القيادة في فلسطين.. وضاعت الكثير من خطى المقاومة مع دخول القرار الفلسطيني تيار الانجراف مع اصحاب مصالح مؤقتة تتقاطع تارة مع القضية فتقدمها في الخطاب وتختلف معها تارة اخرى فتخرجها من مضامين الخطاب والضحية ابرياء صدورهم عارية لا يحميها احد سوى رحمن حيم.. الغرب حيث الادعاء بحماية حقوق الانسان يسقط المرة تلو الاخرى في رداءة رد الفعل حيث يضع اللوم على قيادات حماس دون محاسبة لجيش صهيوني معتد اي حقوق واي انسانية تلك التي تكتفي بتبليغ صاحب البيت بسقوط منزله بعد عشر دقائق فعليه الاخلاء او استقبال الموت.. مدني لا دخل له في الحرب ولم يكن جزءا منها يكون هو الضحية ومنظمات حقوق الانسان الغربية والقيادات السياسية الغربية مشغولة بتبرير (دفاع) اسرائيل عن نفسها.. عار لا عار بعده.. ويشاركهم العار قيادات حماس التي تعمل ضمن مخطط لا يضع فلسطين في اهتمامه بل هي ليست جزءا منه في الواقع فقط هي جزء من خطاب حماسي حيث الجيوش تتحرك لتقسم عالمنا العربي باسماء واسماء لا رابط بينها الا الفتنة والدمار لعالمنا العربي.. لكم الله احبتنا في غزة لكم دعاؤنا.. فقد تطاولت اسرائيل اكثر واكثر في ظلمها مستفيدة من اختلاف قادة القضية وموت الضمير الانساني سياسياً، واعلامياً، وحقوقياً.