هل هو جزء لا يتجزأ من التفكير ألا نظن بالآخرين إلا السوء؟ هذه الفكرة تعضدها مئات الأقوال والتجارب والقصص حتى أن أحد الفلاسفة قالها صراحة (الآخرون هم الجحيم) السؤال الذي يطرح نفسه هل تصوراتنا عن الآخرين صحيحة أم أن التجارب المؤلمة التي عشناها جعلتنا نطلق حكما شموليا فالعقل يهوى تصنيف الأمور إلى الخير والشر والأبيض الأسود؟. لكن لنقل أن الآخرين هم المشكلة ألا يفترض أن نوجد الحلول أم نكتفي بتعليق الأعذار تلو الأعذار على هذه الشماعة؟ أبدًا أبدًا الآخرين ليسوا ملائكة ونحن لسنا شياطين وما يجدر بنا فعله هو أن يكون هناك توسط في إصدار الاحكام ومنطقية. وبدلًا من اتهام الغير لم لا نكتشف الخلل لدينا؟! التماس العذر والظن الجميل مأمور به شرعًا في الحديث القدسي (أنا عند حسن ظن عبدي بي) سوء الظن يهدم الثقة وبالتالي تتقلص دائرة المعارف والأصدقاء يوما بعد آخر. انتقل زوجان شابان ليعيشا في حيّ جديد. وفي صباح اليوم التالي، وبينما هما يتناولان الافطار رأت الزوجة جارتها تنشر الغسيل خارجًا. فقالت فورًا: الغسيل ليس نظيفًا، إنها لا تعرف كيف تغسل بشكل صحيح ربما تحتاج لصابون أفضل. نظر زوجها إلى الخارج ولكنه بقي صامتًا. وفي كل مرة تقوم الجارة بنشر الغسيل، تقول الزوجة التعليقات نفسها. بعد شهر دهشت الزوجة لرؤية غسيل نظيف على حبل بيت جارتها، فقالت لزوجها: «انظر، لقد تعلمت جارتنا كيف تغسل بشكل صحيح، ولا أدري من علمها هذا؟ فقال لها زوجها: «لقد استيقظت مبكرًا هذا الصباح وقمت بتنظيف النوافذ». يجب النظر بزوايا مختلفة وإعادة التفكير مليًا فيما حولنا. الخطوة الأولى أن نركز على الرائع لدى الآخر بدلًا من البحث عن خلل وعيب كي نقاضيه عليه وعلى رأي المثل الأفغاني الشهير (ما تراه في نفسك هو ما تراه في العالم). إذن فلا ترى ولا تظن ولا تفكر إلا بكل خير.