على خلفية سقوط حادثة سور فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة، الذي أودى بحياة الشاب "أمين بوكا" في23 مايو المنصرم، جراء سقوطه فجأة عليه، أثناء محاولته فتح باب المبنى، تعود قضية فرع فنون المدينة إلى الواجهة من جديد، ويعود معها الجدل الذي مازال دائرا حول هذا الفرع وحول الجمعية عموما، من حيث الإمكانيات وخدمة الفن والفنانين، كما يفترض. حيث انتقل الفرع أخيرا إلى مبنى جديد مستأجر وبحالة جيدة، وتبعت الانتقال استقالة مدير الفرع عيد الحجيلي وتعيين طريف هاشم. وأصدرت وزارة الثقافة والإعلام أخيرا، قرارا بتعيين الفنان التشكيلي وعضو الجمعية المتعاون طريف هاشم مديرا لفرع المدينةالمنورة، بعد أسبوع من استقالة مديرها السابق عيد الحجيلي، الذي لم يمض على تكليفه عاما حيث صدر قرار تكليفه في شعبان 1432. وكانت إدارة الحجيلي التي شهدت سقوط سور الجمعية على سكرتيرها ووفاته، اتخذت قرارا بتعليق نشاط الجمعية لمدة تجاوزت الشهر للانتقال إلى المبنى الجديد المستأجر، بعد أن ظلت لأكثر من 30 عاما في مبنى متهالك وصغير، مما جعل الإدارات السابقة للفرع تخسر العديد من أعضائها المتعاونين بسبب تهالك المبنى واعتراضاتهم غير المجدية على ضعف الدعم والإمكانيات التي تتيحها فنون المدينةالمنورة. وفي حين فضل مدير الفرع (المستقيل) عيد الحجيلي، عدم التصريح، وترك التعليق لزملائه في الجمعية عن سبب استقالته، أوضح مدير جمعية ثقافة فنون المدينة حاليا، الفنان التشكيلي طريف هاشم في تصريح إلى "الوطن" أنه علم بقرار تعيينه وهو خارج البلاد، وقال إنه سيتسلم إدارة الجمعية في مبناها الجديد أمام مسجد قباء اليوم، مبينا أنه يعمل الآن على إعداد خطة عمل ضخمة وطموحة لفرع الجمعية في المدينة وفنانيها. وأضاف هاشم: أن محدودية الإمكانيات على مستوى جمعيات المملكة ساهم في إضعاف نشاطها وعدم قدرتها على جذب المجتمع أو الفنانين. وقال طريف: "نحتاج لتغيير المفاهيم واستقطاب جميع الفنانين من مسرحيين وموسيقيين وتشكيليين، كما نحتاج إلى بذل مجهود كبير لتحقيق طموح وتطلعات أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبد العزيز بن ماجد في احتفالية (المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013). وينتمي طريف هاشم إلى أسرة علم مدينية مشغولة بالثقافة والفن، والتاريخ والمخطوطات، وتحتضن منتدى ثقافيا أسبوعيا، إضافة إلى كونه عازف عود، وموسيقيا، وفنانا تشكيليا. من جهته أكد مدير عام جمعية الثقافة والفنون عبد العزيز السماعيل ل"الوطن" أن جميع مباني فروع الثقافة والفنون مبانٍ مستأجرة، وقال "يعتبر مبنى فرع المدينة ممنوحا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وليس ملكا للجمعية منذ عام 1408"، مبينا أن عائق ارتفاع أسعار العقار، حال دون انتقال الفرع لمبنى آخر. من جانبه قال عضو الجمعية السابق أحمد البار إنه قدم الاستقالة لإصرار الإدارة السابقة على ترميم مبنى متهالك، "لا يخدم أعضاء الجمعية ونشاطاتها وإمكانية الاستفادة من قيمة الترميم في استئجار مبنى جديد يخدم الجمعية". فيما أوضح عضو جمعية الثقافة والفنون والمصور الفوتوغرافي حمود العتيق أن الجمعية قامت بفصله بسبب عدم التزامه بجدول الدورات المطروح من قبلها، وبين العتيق أن سبب عدم التزامه كان لأن الفرع لا يمتلك مقرا مهيئا لإقامة هذه الدورات، وقال "طالما أقمت هذا النوع من الدورات في مكتبي".