تعد هندسة الطيران والفضاء من التخصصات الهندسية المهمة التي ساعدت البشرية في الوصول إلى سطح القمر، وتحقيق العديد من الإنجازات في الفضاء الخارجي. تشكل تخصصات «STEM» (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (أهمية كبرى في تمكين صناعة الفضاء وتطوير التقنيات المتعلقة به. بينما يعد تخصص هندسة الطيران والفضاء من التخصصات النادرة، حيث إن غالب من يدرس هذا التخصص يكون لديه هدف وشغف معين ما بين بناء الصواريخ أو صناعة الطيارات. تنقسم هندسة الطيران والفضاء إلى تخصصين وهما: هندسة الطيران، وهو دراسة كل ما يتعلق بما يحلق داخل الغلاف الجوي ويشمل ذلك الطائرات، الطائرات المروحية، طائرات دون طيار «drones». أما بالنسبة لهندسة الفضاء، وهو دراسة كل ما يتعلق بما يرسل خارج الغلاف الجوي بما في ذلك الصواريخ، المركبات الفضائية، الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد. سيكون حديثنا عن هندسة الفضاء على وجه التحديد. يتم تدريس مواد الرياضيات والفيزياء والبرمجة بشكل مكثف بالسنتين الأوليين ثم تبدأ رحلة الاختصاص لهندسة الفضاء فيدرس الطالب الديناميكا، الديناميكا الحرارية، الديناميكا الهوائية، الديناميكا الفلكية، والعديد من مواد الاختصاص التي بالنهاية يتخرج الطالب مع بكالوريس العلوم في هندسة الفضاء. يمكن لخريجي هندسة الفضاء العمل على صناعة الصواريخ، الأقمار الصناعية، المركبات الفضائية وأنظمة الاستشعار عن بعد. يعد التخصص فريدا من نوعه إلا أن الفرص تعد عديدة لهذا المجال وهناك طلب متزايد على خريجي هذا التخصص. لك أن تتخيل عزيزي القارئ ماذا سمحت لنا هندسة الفضاء والعلوم الأخرى من تحقيقه. حيث يتم استخدام التقنيات الفضائية في تطبيقات مختلفة منها قياس منسوب المياه في منطقة ما، والحصول على المواقع بما في ذلك موقعك (أتذكر عندما رأيت بيتنا في «Google earth» والذي تمكنك من الحصول على صور للأرض بخاصية 3D وأنا في سن التاسعة من عمري حيث سبب لي الدهشة من شدة دقة الصور التي التقطت لمدينتا من إحدى الأقمار الصناعية على ارتفاع يتجاوز 700 كيلو). تشكل هندسة الطيران والفضاء عاملا أساسيا في صناعة هذه التقنيات والتي تمكننا من اكتشاف ما هو أبعد من الأرض وتعلم المزيد عن كوكبنا. وصلت البشرية إلى مرحلة مهمة جدا في صناعة الطيران والفضاء، حيث إن هناك عدة مهمات يتم العمل عليها ومنها: السياحة في الفضاء والعودة إلى القمر واكتشاف المريخ. فلدينا تقنية الاستشعار عن بعد والتي تمكننا من الحصول على صور لمناطق معينة في الأرض أو درجات الحرارة من خلال الأقمار الصناعية. حيث تساهم في الوصول للكواكب، كما وصلنا للقمر وأرسلنا عدة مسبارات ومركبات متحركة «Rovers» إلى المريخ والتي سوف تساهم بدراسة تضاريس الكوكب وجمع بعض العينات لإرسالها على متن رحلات مستقبلية للأرض.