على الرغم من تدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء سورية، التي مزقتها الحرب، فإن صعوبة جمع الأموال من المانحين العالميين تزداد في كل عام، حيث يستعد مجتمع المساعدات لمواجهة أوجه قصور كبيرة قبل مؤتمر المانحين، الذي بدأ الاثنين في بروكسل، وتستضيفه الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وتسعى الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى للحصول على أكثر من 4 مليارات دولار للمساعدات داخل سورية في مؤتمر هذا العام، وهو أكبر نداء لها حتى الآن، حيث إنه مطلوب 5.8 مليارات دولار أخرى لنحو 6 ملايين لاجئ سوري فروا من وطنهم. ضربة جديدة كانت التعهدات تتراجع بالفعل قبل جائحة الفيروس التاجي بسبب إرهاق المانحين. ويخشى المسؤولون أنه مع التباطؤ الاقتصادي العالمي الناجم عن الوباء، فإن المساعدة الدولية لسورية على وشك أن تتعرض لضربة جديدة. ففي وقت سابق من هذا الشهر، تم تمويل نداء من الأممالمتحدة لمساعدة اليمن، الذي به أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بأقل من 50 %، فيما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأنه «خيبة أمل». وفي جميع أنحاء سورية، أدى الوباء إلى تفاقم أسوأ أزمة اقتصادية منذ بدء الصراع في 2011، حيث انهارت العملة المحلية وارتفعت أسعار المواد الغذائية. كما أن 9 من كل 10 أشخاص يعيشون تحت خط الفقر. وفي شمال غرب سورية، ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان، البالغ عددهم 4.3 ملايين نسمة، يعانون انعدام الأمن الغذائي. 13 مليون شخص وفقا للأمم المتحدة، يحتاج 13.4 مليون شخص في سورية، أي أكثر من نصف سكان البلاد قبل الحرب، إلى المساعدة، أي بزيادة 20 % على العام الماضي. وقال مارك كاتس، نائب منسق الأممالمتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسورية: «ليس لدينا ما يكفي من المال لتوفير جميع الخدمات المطلوبة. لا يزال الأمر مجرد صراع من أجل البقاء لكل هؤلاء الأشخاص، وغالبا ما تكون النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة هم من يعانون أكثر من غيرهم». بعض أسباب تدهور التمويل في سورية وأبرز مخاطرة - كان تمويل 2020 أقل 45 % عن هدفه، البالغ 3.82 مليارات دولار، وهو ما يقرب من 14 % انخفاضا عن العام السابق - أدت القيود المفروضة على جائحة فيروس «كورونا» إلى مزيد من التباطؤ في النشاط الاقتصادي - جماعات الإغاثة قالت إن التقارير عن محاولات الانتحار بين الشباب والمراهقين آخذة في الازدياد - ذكر أمجد يامين، من منظمة إنقاذ الطفولة، أن واحدا من كل 3 أطفال خارج المدرسة، وهو ما يعد انخفاضا من نحو 70 % في العام السابق - خفض برنامج الغذاء العالمي سلة الغذاء الشهرية في جميع أنحاء سورية، لتوسيع نطاق التمويل المتاح - زادت الاحتياجات المائية 40 % بسبب الوباء، لكن التمويل لم يستمر - تم تسريب تقارير عن قطع المساعدات المتوقعة بنسبة تصل إلى 67 % من قِبل بعض أكبر المانحين - التخفيضات قد تؤدي أيضا إلى توقف آلاف الأشخاص عن العمل وإجبار اثنين من مخيمات النزوح على الإغلاق