الطرق في هذه الحياة مليئة بالعثرات، تسقط وتنهض وتعيد الكرة تلو الكرة. هنا يبرز أهمية وجود الدعم. شيء ما تسند ظهرك عليه، ربما يكون خارجيًا كالعائلة أو صديق مقرب، وقد يكون داخليًا مثل التفاؤل وأفكار الشجاعة والتقدم، ولا أظن أن شخصا ما مهما بلغت محبته لك سيشجعك بقدر تشجيعك لنفسك، يجب أن تقهر روحك المعنوية كل شيء حتى آلام الجسد. القاسم المشترك الأكبر بين الناجحين واللامعين في التاريخ، هو امتلاكهم روحًا لا تنكسر، لقد صمدوا في وجه العواصف وعندما سقطوا في بئر مخاوفهم تعلقوا بحبل الأمل، هؤلاء لم يضيعوا الوقت في التحسر والتندم على ما فات بل مضوا للأمام وكأن شيئًا لم يكن. إلى حد كبير الروح المعنوية تشبه غرسة كلما أوليتها اهتمامك كلما نمت رويدًا رويدًا، وتعاظمت بمرور الوقت والأحداث. ورغم ما لها من أهمية فإن البعض قلما يدرك ذلك، فتراه شاكيا باكيا على اللبن المسكوب في كل موقف ومجلس. هل يدرك هذا أن التحدث عن النفس بكلمات سلبية خطير جدا، فالجسد لا يفرق بين الحقيقة والدعابة والكلمات لها ذبذبات تبث طاقاتها. إذن التغيير الحقيقي يبدأ بتغيير الكلمات التي نتحدث بها، يليها التوقف عن لوم النفس، أيضا تقليل الحساسية تجاه النقد وعدم تهويل الأمور، ولنتذكر دائمًا أن القلب والعقل عندما يمتلآن بالمشاعر الإيجابية سيظهر هذا جليا في السلوك. والتكرار اليومي لهذا السلوك يجعله عادة وجزءاً راسخاً من الشخصية، وهذا هو مبتغى الجميع.