من منا لا يبحث عن السعادة والاسترخاء، والسفر مع الخيال الموسيقي الساحر، الذي يعطي آمالا وتفاؤلا كبيرين؟ هنا تلعب الموسيقى دورها في مغازلة الروح والعقل، لتمزج بينهما عنصرا خفيا أو هرمونا جديدا، يعطي للنفس شعورا غريبا رائعا، يجد الإنسان نفسه في قمة التناغم والهدوء النفسي، الذي طالما بحث عنه، حيث تقوم بتوفير تلك العوامل التي يبحث عنها الجميع، فهي تؤثر في الدماغ، أيضا ترفع المعنويات وتخلصنا من الأفكار والمعتقدات السلبية. لذلك تعتبر بديلا عن الدواء، تطرد الشعور السييء والاكتئاب بعيدا، وتدخلنا في عالمها الخاص الساحر، فنجد أنفسنا انتقلنا لحالة إيجابية، بفضل تلك الألحان المبرمجة على يد ملحنيها بكل دقة وابداع. للموسيقى والألحان أيضا شفرات خاصة تنتج وتبرمج حسب طلب صانعها، يقوم خلالها برفع وتيرة الصخب وإخفاضه. الموسيقى الصاخبة تعطي الحماس والقوة، وتمد الروح بشعور اللذة والفوز، لذلك نجد أغلب الأفلام السينمائية الملحمية الشهيرة تمتاز بموسيقى صاخبة خاصة بها، تعتبر دليلا على أثر تلك الألحان للمشاهد، لذلك يقوم مخرج الفيلم باختيار تكنولوجيا خاصة مقاربة لأحداث إنتاجه، ويتكفل الموسيقار الملحن بالبقية ليخرج لنا لحنا موسيقيا عظيما، وقد استخدمت الموسيقى أيضا لتحفيز الجيوش في المعارك تماما مثل النشيد الوطني، الذي يحفز الشعور بالوطنية. للموسيقى الهادئة تأثيرها أيضا على النفس القلقة لتهدأ من ذلك القلق، والنفس العاشقة التي تغذيها الموسيقى الهادئة بكل انثيالات الشعور. ومن منا لا يحب سماع موسيقى أمواج البحر وهي تتكسر على الشطآن ؟ غالبا ما تلعب الموسيقى دورا هاما في حياتنا، تجعلنا نستذكر الذكريات الجميلة القديمة وعواطف حية، فهي أمر فريد بالنسبة إلينا، تعتبر الموسيقى طريقة رائعة للتعرف على الثقافات المختلفة لبقية الدول الأخرى، عندما تسافر لبلد معين، جرب شعور أن تستمع لموسيقى خاصة بهذا البلد الذي وفدت إليه، قمة النشوة واللذة الموسيقية، التي تغازل روحك، ستجد أن العالم كله بين يديك وأنت تجلس تستمع بهدوء مغلق العينين، نعم هذه فلسفة الموسيقى. هل تستطيع أن تقاوم سماع معزوفة ياني الشهيرة «Yanni Nostalgia» ؟ تلك الساحرة الرائعة التي تجعل الأحلام حقيقة، تجعلك تسترخي غارقا في أحلام اليقظة، تاركة العقل الباطن يأخذك لعالم آخر، عالم السحر والإبداع والشعور بالطمأنينة، ستأخذك الألحان لتذكيرك بجميع الأصدقاء والأشياء والأحداث، التي كانت تجمعكم سويا في ذكريات جميلة بهيجة، تخيل أن تقف تحت قطرات المطر الخفيفة ونسمات الهواء الجميلة، بعطرها الرطب الذي يترك أثرا زكيا جدا عند استنشاقه، وأنت تستمع لموسيقى معينة تصدر منها ألحان تختص بزخات المطر وصوت الرياح، فلكل حدث موسيقى خاصة به. الاستماع إلى الموسيقى أفضل وسيلة للهروب من التوتر والتعصب والخوف لدى الإنسان، فالموسيقى هي الحب الذي يبحث عن الكلام، والغريب فيها أيضا أنها لا تمس شيئا إلا وجعلته هادئا نقيا، ولا ننسى أيضا أنها غذاء الحب، فبها نغذي راحة أنفسنا وقلوبنا، خصوصا عندما نقع في مشكلة أو أمر معين، يتطلب منا صفاء الذهن والبال، فنلجأ إليها لتغذينا بما نحتاجه، من لا يتجاوب مع الموسيقى لم يملك قلبا بين أضلاعه. وقد ثبت علميا أن الموسيقى تساعد على تخفيف الألم، وهذا الأمر يجعلها تلعب دورا مهما بوجودها في عيادات الأطباء، فتساعدهم على تحسين حالتهم النفسية وتنهي حالة تعكر المزاج، التى تخيم على أغلب المرضى، فالاستماع إليها يزيد من سرعة تحسين الحالة النفسية للمريض، لأنها تؤثر في العقل وأيضا في الجسد... فاستمع إلى تكنولوجيا الموسيقى وابق سعيدا.