لا شىء دائم للأبد، والحياة زائلة. كل شئ تراه أمام عينيك الآن، سوف يكون في يوم من الأيام عبارة عن شىء وكأنه لم يكن. الكثير منا يلهث خلف الدنيا وملهياتها ! هناك من يسافر لأسابيع وربما لأشهر ولا يقضي يوما مع أسرته ! هناك من يشتري هذا ويبني هذا، وكأن الدنيا خطة سوف يعيشها مدى الحياة !،وهناك من يشتم، يقذف غيره بالكلام الجارح، وكأن الأيام تبارك له في كلامه !. هناك من تجده يحمل هم الأمس وهم الغد، وكأن الأمس وما فيه، وغدا وما يحمله تقف حياته بأكملها عندهما، فأصبح ويمسي يعيش الحزن بأكمله، فلا عاش اليوم بما فيه، ولا ملأ نفسه بالطمأنينة ليكون الغد أسعد وأفضل! أنت بذلك نسيت أن تعيش يومك بما فيه، لا أنت فرحت بما أتاك ولا حزنت بما ذهب منك. نحن كبشر خلقنا لفترة معينة من الوقت، خلقنا لنعبد الله وحده، نتقيد بأوامره، ونتجنب نواهيه، نعمل الأعمال الصالحة، نساعد فلانا، نضحك في وجه فلان، نصوم، نصلي، نؤتي الزكاة، نؤدي الأعمال التي أمرنا الله بها على أكمل وجه، ثم نسعى في الدنيا لطلب المعيش، بما يرضي الله ثم يرضي أنفسنا، لقول الله تعالى في كتابه الكريم:«وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ». نحن في الدنيا ضيوف لا أكثر، فلنحسن ضيافتنا في الدنيا لنسعد بها في الآخرة. لا أقول لك ابكِ دائما، ولا أقول لك افرح دائما، عش حياتك كل يوم بيومه، ما ذهب منك أنجاك الله منه، وما يكتبه الله لك في اليوم التالي سوف يأتيك، لا تحزن على شىء تفقده، ولا تفرح لشىء تكسبه، بل عش بوسطية تامة. لا تجرح فلانا أو فلانة، ولا تغضب أي شخص تجده أمامك، بل اجعل من يراك يدعو لك حتى بعد مماتك. نحن عابرون والدنيا فقط محطة عبور، نتوقف عندها لملء حياتنا بالطاعات والعبادات، لتكون لنا وقودا تنجينا عند السيرعلى الصراط المستقيم. فلا تعتقد بأنك دائم في هذه الحياة، الحياة بكبرها زائلة، عشها بموازنة واعتدال في جميع أمورك وأعمالك، سواء كانت الدينية أو الدنيوية. وتأكد بأننا عابرون وما على الدنيا أمان.