عزت الفنانة التشكيلية بشاير المرعي عدم بروز تشكيليات في المنطقة الشمالية من المملكة إلى العادات التي ما زال أولياء أمور الفنانات التشكيليات يحملونها، إضافة إلى تهميش مادة التربية الفنية. وأكدت المرعي وجود الموهوبات في المدارس بكثرة، إلا أننا لا نسمع عن ظهور أي فنانة، وتقول "إن الفن بوجه عام حديث عهد في الشمال"، واصفة إياه ب"الطفل الرضيع" خاصة الفن التشكيلي فالتشكيليون قلة، مرجعة ذلك لقلة الوعي الثقافي وعدم التحرر من قيود النظرة الدونية لمثل هذه المجالات وتجاهل أهميتها ودورها في النهوض بالأفراد والمجتمعات. لكن المرعي أشارت إلى أملها بأن يكون افتتاح فرع لجمعية الثقافة والفنون بالجوف راعيا للمواهب والفنون التشكيلية والمسرحية والأدبية، ومتبنيا لها، راجية أن يسعى الفرع لإظهار المجتمع في أحسن صورة. وأوضحت المرعي في حديثها إلى "الوطن" أنها ما زالت تتذكر زميلاتها في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وحبهن للرسم الذي يعتبر متنفسا وساحة لتفجير الطاقات والمشاعر المكنونة، مبدية تأثرها برسم الشخصيات الكرتونية المحببة لديها، والأزياء والموضة، فكان حلمها منذ الطفولة أن تصبح فنانة تشكيلية لها بصمة محليا. وتذكر المرعى مسار تطور موهبتها شيئا فشيئا مع تقدم سنوات عمرها حتى أدركت أنها تمتلك القدرة والحس الفني، مما زاد تمسكها بالحلم أكثر فأكثر رغم تواضع الإمكانات وجفاف الإبداع من حولها. وحظيت المرعي - بحسب قولها - باهتمام وتشجيع من عائلتها وبعض صديقاتها، منوهة أنها تلقت تعليما عاديا ولم تدرس الفن مطلقا، وكانت تتوق لدراسة الفن التشكيلي لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، قائلة "لم يتوفر لدينا حتى الآن تخصص تربية فنية بحت". وعلى الرغم من دراستها تخصصا بعيدا كل البعد عن هوايتها، إلا أنها كانت مؤمنة بأنها ستحقق حلمها يوما ما. وتقول "يستهويني تجسيد الأنثى في أعمالي، متمنية أن أكون صوتا للمرأة من خلال تصوير أحاسيسها ومشاعرها ومطالبها في ظل مجتمع يهيمن الرجل فيه على المرأة، ولكي أثبت للآخرين أن المرأة باستطاعتها أن تكون عنصرا فعالا في المجتمع لما تمتلكه من مهارات وأفكار ومعلومات تثبت فيها ذاتها أولا".