لم يكن مفاجئا ذاك الاستحواذ، وشبه الإجماع الذي حققه نجوم من طينة هداف دوري زين ناصر الشمراني، ومدافع الاتحاد الصلب أسامة المولد، وحارس مرمى الشباب وليد عبدالله في استبيان "الوطن" حول الأفضل والأقل عطاء في الموسم الكروي المنقضي.. وشارك نحو 54 شخصية رياضية في استبيان "الوطن" حول الأفضل والأقل عطاء في الموسم الكروي الماضي.. وتنوعت هذه الشخصيات بين رؤساء أندية ومسؤولين ولاعبين سابقين ومحللين وإعلاميين، وقد أدلى هؤلاء بأصواتهم بشفافية حول نجوم الدوري بكل فئاته من رؤساء ولاعبين وإداريين ومعلقين ولجان، وجميع من شارك فيه من خلال البرامج أو الأستديوهات التلفزيونية. وتباينت رؤية كل مشارك حسب تقييمه، وحرص بعضهم على الشفافية والوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها، فيما مال آخرون للتحفظ لأسباب تعنيهم. وكانت النتائج متقاربة إلى حد كبير، حتى إن المقارنة بدت متشابهة بين أجوبة كثير من الضيوف، ولم تطغ عليها الميول والعواطف إلا في النادر. احترافية رئيس ناد انتصر الاستبيان للمثالية التي تعامل بها رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد، وتوّجه بلقب "أفضل رئيس ناد"، حيث رأى كثيرون أنه قاد سفينة الأهلي إلى تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ووصافة دوري زين بكل هدوء، وتعامل مع جميع الأحداث المتعلقة برؤساء الأندية أو الحكام برقي. في المقابل، زاحم رئيس نادي الشباب خالد البلطان بقوة كبيرة في خيار "أفضل رئيس ناد"، حيث رأى كثيرون أنه جعل من الشباب "ليثا" يفترس الكبار، نظير النظام الاحترافي الذي فرضه منذ توليه منصبه، واللوائح الواضحة التي سنها، ليصبح لاعبو النادي الأكثر انضباطا بين أقرانهم، كما نجح في التعاقد مع مدير فني عالمي هو البلجيكي، ميشيل برودوم، إلى أن بات الفريق يحقق البطولة تلو الأخرى ويستقطب أعدادا جديدة من الجماهير بعد كل إنجاز. وحل البلطان في المركز الثاني من حيث نسبة الأصوات التي منحها له ضيوف استبيان "الوطن" للموسم الرياضي المنقضي، وعدوه رئيسا مثاليا، خصوصا أنه قاد فريقه للتتويج بطلاً لدوري زين للمحترفين. ولم يكن بعيدا جدا رئيس نادي الفتح عبدالعزيز العفالق الذي استطاع بحنكة أن يصل بناديه إلى منصات التتويج لأول مرة في تاريخه، رغم الإمكانات المادية البسيطة التي يتمتع بها مقارنة بالأندية الكبيرة، وحصل فريقه على المركز الثالث في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على حساب الهلال، بعدما خرج بشكل مشرف من الدور نصف النهائي أمام النصر، في لقاء كاد ينتصر فيه لكن الأخطاء التحكيمية حرمته بلوغ النهائي. في المقابل، أجمع كثيرون على أن رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع كان أقل رؤساء الأندية عطاء لناديه، خاصة مع المشكلات التي واجهته مع أعضاء شرف النادي المعارضين لرئاسته في ظل الظروف المالية التي مر بها النادي، واضطراره حسب تبريراته إلى بيع عقود عدد من اللاعبين، والمستويات الفنية المتدنية التي وصل إليها الفريق، مما أدى إلى هبوط القادسية إلى مصاف أندية الدرجة الأولى مرافقا للأنصار الذي رأى البعض أن رئيسه محمد بهاء نيازي يأتي بعد الهزاع من حيث قلة العطاء، ثم رئيس الاتحاد المستقيل اللواء محمد بن داخل الجهني. حامي العرين والمنقذ الحارس الدولي وليد عبدالله كان أفضل الواقفين بين الخشبات الثلاث في نظر كثيرين، فوليد يتميز في نظرهم بالبسالة في الدفاع عن مرماه، وقد ساهم بشكل فعال في إنقاذ عرينه مما جعله يتفوق على منافسيه، ويصحح أخطاء المدافعين من زملائه في كثير من المرات. ومن هنا تفوق وليد على أفضل الحراس الذين ظهروا الموسم الماضي، ونافسه بكثير من القوة زميله حارس الاتفاق فايز السبيعي الذي دخل قائمة أكثر حراس المرمى حفاظا على شباكهم نظيفة بنحو 763 دقيقة. في المقابل، فإن حارس مرمى هجر مصطفى ملائكة المنضم للفريق قادما من الاتحاد كان الأضعف بين الحراس، واعتبرت الأهداف التي ولجت مرماه في لقاء فريقه بالأهلي ساذجة. المولد وهوساوي شكك البعض في أحقية مدافع الاتحاد أسامة المولد بالفوز بجائزة أفضل مدافع في استبيان القناة الرياضية السعودية، إلا أن نتائج هذا الاستفتاء صادقت على اختيار القناة، حيث رأت أن المولد استطاع أن يحافظ على مستواه ثابتا طوال الموسم، متفوقا على مدافع الهلال الذي احترف في أندرلخت البلجيكي أسامة هوساوي. وبرز كذلك خلال الاستبيان وبكل قوة مدافع الأهلي، كامل الموسى حتى إنه تمكن من شغل الخانة في المنتخب السعودي الأول لكرة القدم. أما أفضل لاعب في "خليجي 19" في مسقط العمانية، مدافع الهلال ماجد المرشدي، فلم يستطع أن يحافظ على نشاطه اللافت، وأفل نجمه لارتكابه كثيرا من الأخطاء الدفاعية، حسب وصف الشخصيات المشاركة ومعه لاعب النصر عمر هوساوي. هداف نادر واكتسح مهاجم الشباب ناصر الشمراني أصوات المشاركين، لأنه استطاع أن يساهم مع فريقه في الحصول على بطولة دوري زين للمحترفين، بفضل أهدافه التي سجلها بواقع 21 هدفا. ورغم أن محترف الأهلي، البرازيلي فيكتور سيموز الذي استحق لقب "السفاح" سجل نفس العدد من الأهداف متساويا مع الشمراني ومتوجا باللقب مناصفة، إلا أن الشمراني حاز على الإعجاب لأهمية أهدافه وتأثيره القوي، ولعل آخرها أهمية وتأثيرا هدفه في مرمى الأهلي الذي توج به الشباب بطلاً لدوري "زين" في جدة. في المقابل، اتضح جليا أن محترف الهلال، الكوري الجنوبي لي يونج سو وزميله في الفريق، المغربي يوسف العربي أهدرا معظم هجمات الفريق وتسببا في ضياع الزعيم وخسارته لعدد من النقاط، فاكتفى باحتلال المركز الثالث في المسابقة الأهم.