هو واحد من جيل الرواد في تراث الغناء السعودي، ومن جيل الأواسط الذي ضم (محمود خان)، (محمد علي سندي)، (عبدالعزيز شحاته) وغيرهم. كان الفنان الراحل ( محمود حلواني) واحدا مِمن ملؤوا الحياة الفنية وأثروها في منطقة مكةالمكرمة لا سيما في الحفلات والمناسبات. البدايات والتأثر كان يحضر في بداياته لعدد من الفنانين الذين تأثر بهم، مثل إسماعيل كردوس وحسن جاوا وسعيد أبو خشبة وفهد أبو حميدي ومحمد بن شاهين وعرفة صالح وعثمان خميس، ومن العازفين أمثال سعيد شاولي وحسن عبدالفتاح وحسن كيال ومحمد بنتن. كل هؤلاء كانوا مدرسته للغناء القديم وأساتذته في الطرب والمغنى. سمير الروح في عام 1948 كان يغني باسم مستعار هو (المطرب المحبوب)، غنى في ذلك الوقت أغنية (يا شفر تندة أحمر) في إشارة لقدوم سيارات الشفر ذات التندة على سقفها، ولاقت نجاحًا كبيرًا على جميع المستويات. التحق بعدها بفرقة الفنان طارق عبدالحكيم الموسيقية ليثمر هذا عن غنائه من ألحان طارق، أغنية (أسمر سمير الروح) من كلمات صالح جلال. وهي أغنية يقول مؤرخون إنه اشترك في تلحينها في جلسة واحدة طارق ومطلق الذيابي رحمهما الله. السفر والإنتاج في تلك الحقبة كانت تسجيلات لفنانين من الخليج العربي مثل الكويتوالبحرين بالإضافة لفناني اليمن تصل من الخارج، كان محمود حلواني يحرص على سماع الفنانين عبدالله فضالة وعبدالله أحمد ومحمد زويد، ومن شدة إعجابه بهم، قرر أن يسافر إلى البحرين والتعرف على أهل الفن هناك. وبالصدفة التقى بشركة تسجيلات هناك، كانت تطبع أسطوانات لفناني البحرينوالكويت عام 1949، وتم الاتفاق على تسجيل أول أغنية رسمية له (الألفبائية) وهي على مقام (البنجكة) المكي. الأغنية قديمة، أدخل وأضاف إليها حلواني بعض التعديلات فقوبلت بالإعجاب، وسجلت ووزعت منها الشركة خمسمائة ألف أسطوانة، وسمعت الأغنية في كل أرجاء الخليج العربي والسعودية، فحلقت باسمه في عالم الأغنية ودنيا الفن. سجل بعدها أغنية أخرى بعنوان (ألا يا مرسلي ودعتك الله)، وحصل على أجر رمزي آنذاك. حلواني فون بعد ذلك بستة شهور طلبت منه الشركة أن يسجل لها 4 أغاني، فكانت (يا عروس الروض) و(يا مليح القد) و(يا شفر تنده) و(يا ريم وادي جياد)، واستلم على كل أغنية مبلغ خمسمائة روبية، وكان هذا أعلى أجر آنذاك. وانتشرت جميع الأغاني، وحققت الشركة مكسبًا كبيرًا، فما كان منها إلا أن وقعت معه عقدًا على دخل نصف قيمة الأغنية وتمت الاتفاقات بصورة منتظمة، وتم تسجيلها في بومباي بالهند، حيث سافر للهند وتعرف على الفلكلور الهندي، ومن ثم عرف الطريق، وسلكه كمنتج لحسابه، وبدأ يُنتج ويسوق كل ألحانه تحت مسمى (حلواني فون)، وقد أطلقت الشركة عليه ذلك الاسم دعاية، وبعد فتره فضلت أن يضع (محمود حلواني) اسمه الصريح على الأسطوانات. الحضور الرسمي شارك محمود حلواني بفنه في الكثير من أفراح الناس واحتفالاتهم، إلى أن جاء دوره في الحضور الفني الرسمي، عندما ظهرت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1974، فشارك في الكثير من الحفلات والمهرجانات. بينما كان أول تسجيل رسمي له بالإذاعة السعودية بأغنية (الشفا) عام 1956. أهم الأغاني تغنى محمود حلواني بكلمات عدد من شعراء المملكة وكتاب الأغاني أمثال طاهر زمخشري وإبراهيم خفاجي وصالح جلال وعبدالعزيز شكري وغيرهم. كما غنى من كلمات لطفي زيني وعبدالرحمن حجازي. وفي عام 1962 تقدم للإذاعة رسميًا ولأول مرة بأغنية (شفاء) ونشيد آخر في وصف (مدينة الرياض). من اهم أغانيه (الألفبائية) التي اشتهر مطلعها ب (ألف ألف أنا)، (ياهل الهوى ما ترحموني)، (شفاء)، (يا شفر تنده)، (يا مستجيب للداعي)، (دع ما سوى الله واسأل) وغنى كثيرا من أغنيات الفنان اليمني إبراهيم محمد الماس وغنى للفنان عمر محفوظ أغنية بعنوان (غابة) وللفنان أحمد عبيد قعطبي. رحمهم الله تمثيل المملكة بدأ محمود حلواني - رحمه الله - حياته العملية عام 1945 حيث التحق بوظيفة في البرق والبريد. ثم تقدم لوظيفة (عازف) للمديرية العامة للإذاعة والنشر آنذاك، وتم توظيفه على المرتبة التاسعة براتب (ثلاثمائة ريال)، وبدأ يغني مع فرقة الإذاعة الموسيقية في العام نفسه ثم قام بعدة رحلات لخارج المملكة. وكان يعتز بمشاركته في (الأسبوع الثقافي السعودي في الجزائر) وبرحلته الفني الأولى إلى (القاهرة) التي قابل فيها الفنان الراحل محمد عبدالوهاب الذي أثنى عليه، ويعتز أيضًا برحلته الفنية الى (اليمن) مع كبار الفنانين السعوديين في (الأسبوع الثقافي السعودي)، وسُعِد حينها بتكريم خاص من الرئيس اليمني الراحل إبراهيم محمد الحمد، الذي أهداه خنجرًا (الجنبية) يلبس على الطريقة اليمنية التراثية. صفحة خالدة في ليلة من الليالي تعرض بيت محمود حلواني في حي الرويس بجدة لسطو لص، هاجمه واعتدى عليه بآلة حادة وهو نائم، ما أدخله المستشفى وجعله يتردد عليها لفترة من الزمن، حتى توفي رحمه الله في عام 1993، ليبقى اسمه صفحة خالدة من صفحات ذاكرة النغم السعودي. ألوان تراثية تعلم العزف على آلة العود، على يد المرحوم عمر حسين، حتى تمكن من العزف، وتطورت مواهبه في التلحين والغناء، وتعلق قلبه، بتراث الأغاني، بعد أن أجاد العزف، وكانت تلك الألوان التراثية عبارة عن موشحات جماعية من فنون (يماني الكف) و(الصهبة)، وصار يعزفها على آلة العود بكل اتقان، ثم ظهر في الحفلات الخاصة، ليمتع الجمهور وهو يردد بصوته العذب عدة أغاني، منها (بات ساجي الطرف) من أغاني (إبراهيم محمد الماس) وشعر (ابن النحاس). محمود حلواني من مواليد مكةالمكرمة نشأ وترعرع في حي (الشبيكة)