لم تستسلم «أفراح غابي» خريجة إدارة أعمال للبطالة، حيث قررت خوض تجربتها في استثمار أرض لوالدها، وبدأت مشروعها في زراعة المحاصيل وتربية الماشية، مستثمرة وقتها فيما يعود عليها بالنفع والفائدة، وبما اكتسبته على مقاعد الدراسة الجامعية من مهارات في الإدارة. مستقبل مشرق أدركت أفراح أن الفرصة التي بين يديها ثمينة، وأن مزرعتها هي التي ستحتضنها وتكون انطلاقتها نحو مستقبل مشرق، فاستغنت بذلك عن البحث عن الوظائف، مؤكدة بذلك أن الإنسان قادر على تحقيق طموحاته وشغفه، إذا ما آمن بما لديه من إمكانات. اكتفاء ذاتي أفراح غابي ابنة ال34 عاما، من ضواحي قرية محلية التابعة لمركز الريان بجازان، هي الخامسة في ترتيب إخوتها البالغ عددهم 10، انتهت مؤخراً من بناء نزل سياحي ريفي، بعد أن حققت الاكتفاء الذاتي ببيعها ما تنتجه المزرعة، وقبل ذلك قامت بشراء بقرة وتربيتها إلى أن وصل عددها إلى 9 بقرات. إصرار وقبول حكت أفراح بدايتها قائلة: كنت أذهب مع والدي للمزرعة للتنزه، ولكن بعد أن تخرجت فى الجامعة عام 1433 تخصص إدارة الأعمال، قررت في البدء بزراعة بعض المحاصيل والعمل بيدي، إلا أن ذلك قوبل بالرفض من والدي في بادئ الأمر، ولكن مع إصراري وافق لي بالعمل، وخلال عملي لم أستعن بأي عمالة، وكنت أقوم بكافة الأعمال الزراعية بنفسي. تسويق المحصول تابعت: بدأت في زراعة الفلفل وكذلك اللوز البلدي والفل، وكان محصول الفلفل ينتج باستمرار، ويتم بيعه عبر الأقرباء وزميلاتي وكذلك من خلال الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويباع بمبلغ 10 ريالات للكيس الواحد، فيما كان محصول اللوز البلدي يستمر على مدى 5 أشهر وكنت أبيعه بنفس الطريقة، ويبلغ سعر الكيس الواحد 50 ريالاً، وكذلك الفل البلدي. أكلات شعبية أشارت «كنت مع ذلك أعمل في فترة المساء في الأكلات الشعبية، التي أتقنها ومنها ورق العنب وأقوم بادخار ما أحصل عليه من مبالغ، إلى أن اشتريت أول بقرة في أول عام من عملي.. وبفضل من الله وصل عدد البقر في مزرعتي إلى 9 بقرات، إضافة إلى الأغنام والدواجن». نزل ريفي قامت خلال العام المنصرم ببناء نزل ريفي لم يكتمل إلى الآن، حيث أشارت إلى أن شركة الكهرباء والبلدية وقفت عائقاً أمامها، حيث رفضت إدخال التيار الكهربائي بحجة أن الأرض ليس عليها صك.