ينتشر على شواطئ الجبيل الصناعية 15 برجا للإنقاذ هدفها مد يد العون لمرتادي الشواطئ ومحبي السباحة من الرجال والنساء والأطفال وإنقاذهم من الغرق خلال فصل الصيف. ويبدأ المنقذون مهمتهم عند ال4 عصرا حتى ال7.30 مساء في مهمة إنسانية لا حضور فيها للماديات حيث يتقاضى المنقذون مكافآت رمزية لا تعادل عظيم جهدهم، وتضحياتهم من أجل سلامة الآخرين. مشرف المسابح والإنقاذ والأنشطة المائية بإدارة الخدمات الاجتماعية بالهيئة الملكية في الجبيل عادل عسيري قال ل"الوطن"، يتواجد المنقذون على شواطئ الجبيل الصناعية خلال وقت الذروة للتنزه على طول شاطئ متنزه الشباب، وشواطئ متنزه النخيل، ودارين، والفناتير، وتسهم هذه الكوكبة في إنقاذ من بين 1- 2 حالة يوميا. وقد نجحوا في إنقاذ نحو 120 شخصا خلال ال30 يوما الماضية، يمثل الأطفال نحو 90% منهم. ويمتلك هؤلاء المنقذون كل الوسائل المساعدة لهم في مهمتهم، فلديهم صفارات الإنذار، وحقائب الإسعافات الأولية، والميكرفون لتوجيه ممارسي السباحة، والدبابات البحرية، وبالونات الإنقاذ، وحبال الجذب، وأطواق النجاة، وهم متربطون بغرفة عمليات الأمن الصناعية بالهيئة الملكية عبر الاتصال المباشر لطلب النجذة من رجال حرس الحدود في الحالات الطارئة عند الضرورة القصوى. وأضاف العسيري أنه لم تسجل حالة إنقاذ لأي امرأة، في حين استهجن قصور الوعي الأسري تجاه الأطفال فيما يخص السباحة والتعامل مع البحر، حيث دعا العسيري إلى فرض مزيد من المراقبة الشديدة على الأطفال وخاصة الرضّع ومن يكبرونهم بقليل ممن هم دون ال4 فأغلب الحالات المنقذة تعود لهذه الفئة. ومن جانبه قال عضو فريق الإنقاذ هشام الغامدي أن مهمة الإنقاذ عمل إنساني، تتجلى سمو قيمتها عندما يكتب الله لشخص على يد منقذه الحياة، شعور لا يوصف، وإحساس يعجز المستفيد من نتائجه أن يترجمه قولا، فتتحول تلك الحادثة إلى نشوء صداقة وعلاقة بين المنقذ والمستغيث. وكثيرا ما حدثت، حيث يحتفظ الغامدي في قائمة أصدقائه بعدد لا بأس به من هذه الفئة، التي كان المنقذ سببا في منح الحياة لمن هو بحاجة لها، صداقة بنيت على الصدق والانتماء وحب الخير، تدوم طويلا، ولا تموت. بل تعززها الهدايا، والمناسبات. ويضيف الغامدي "أحيانا أقول شكرا للبحر". كما دعا المنقذ هشام إلى ضرورة إدخال تعليم السباحة لطلاب وطالبات التعليم العام ضمن خطة منهج التربية البدنية، باعتبار أهميتها، وخاصة لدى الطالبات اللاتي هن أمهات المستقبل وتقع عليهن مسؤولية تربية الأبناء، ومرافقة الأطفال في كل مكان ومنها أماكن النزهة والسباحة. في حين عبر المواطن خليل الساعدي عن تقديره لمهمة المنقذين، مشيدا بدور الهيئة الملكية في هذا الجانب. يذكر أن حرس الحدود يتعاقد بصورة دورية مع عدد من الغواصين للعمل معه خلال فصل الصيف بالمنطقة الشرقية على امتداد شواطئ نصف القمر، والدمام والقطيف، والجبيل، إلى جانب ما تبذله اللجنة النسائية التطوعية للسلامة البحرية من جهود في رفع مستوى وعي الأسر في التعامل مع البحر.