عند الحديث عن المعوقات أو التحديات التي تواجه النساء في التقدم المهني والوصول إلى المناصب القيادية، فإن أول ما يتبادر للذهن هو الصراع مع الذكور بسبب هيمنتهم على المناصب العليا والمسؤوليات، والواجبات الأسرية الواقعة على عاتقهن، ونادرا ما يتم التطرق إلى الغيرة المهنية بين النساء أنفسهن. فحسب دراسة أجريت في كليات الباهاما، فإن النساء في المناصب القيادية يتخوفن من دعم زميلاتهن ممن هن أقل منهن مهنيا بسبب كفاحهن للوصول إلى هذه المناصب، وهو ما يسمى «متلازمة ملكة النحل». أطلق هذا المسمى لأول مرة من قبل الباحثين بجامعة «ميشيجان» في 1973م، كوصف للمرأة التي تشغل منصبا قياديا وتعرقل تقدم من يعمل معها من النساء، وتفرض السيطرة عليهن، وتتعامل معهن بقسوة. ويفسر بعض الباحثين هذه الحالة بأنها محاكاة للسلوك الذكوري تجاههن من قبل، حيث ترسخ في أذهانهن أن النجاح في العمل مرتبط بتبنيهن سلوكًا وصفات ذكورية. وتشير الدراسات إلى أن احتمالية الدعم بين النساء تقل والمنافسة تكون أعلى في الشركات التي بها عدد قليل من النساء القياديات في مناصب عليا مقارنة بالنساء في الشركات التي تضم عددا كبيرا من النساء. وفي دراسة أجريت على مؤسسات ذات هيمنة نسائية، لاستكشاف التحديات التي تواجه العلاقات النسائية في العمل، وجد أن غالبية النساء يظهرن دعما للتقدم الوظيفي لزميلاتهن بينما يلجأن في الخفاء إلى اتباع طرق وأساليب تنافسية من أجل خلق عوائق أمام تقدم زميلاتهن والحصول على مميزات أكثر. وتم التوصل إلى أن الغيرة النسائية تبدأ بالمقارنات الاجتماعية، حيث إن تفوق إحداهن في الإنجازات والمؤهل العلمي، إلى جانب مستوى مادي أعلى، يجعلها مستهدفة من بقية أعضاء المجموعة بسبب شعورهن بالتهديد، مما يجعلهن يسعين إلى عرقلة تقدمها، وتؤكد هذا تجربة أجريت على 119 امرأة، حيث رأت كل منهن أن تمتع منافستها بجاذبية جسدية أعلى قد يكون سببا في إعاقة تقدمها الوظيفي. عموما تختلف طريقة النساء في التعاطي مع الأمور والأحداث في بيئة العمل وفي الحياة بشكل عام عن الرجال، وهذا عائد للاختلاف والفروق بين الجنسين، ولا يزال هذا المجال خصبا للأبحاث في ظل نُدرة الأدبيات المتعلقة بعلاقات العمل عند النساء، وتأثيرها في تقدمهن ومسيرتهن المهنية.