دون أن يكون في ذهنهن أنهن ممثلات لحركة نسوية، بل باتجاه تحسين جودة البيئة في المملكة، توجهت 3 ناشطات بيئيات سعوديات إلى البرازيل مؤخراً لحضور قمة الأرض "ريو+20" للحديث عن مبادرة بيئية أطلقنها قبل 5 سنوات من أجل التوعية الاجتماعية بأهمية الحفاظ على البيئة تعرف باسم "نقاء"، التي تحولت لاحقا إلى مؤسسة بيئية ربحية تعنى بتقديم الاستشارات للشركات والمؤسسات السعودية من أجل التحول نحو الاستدامة البيئية عبر تعزيز الممارسات "الخضراء". الرحلة إلى ريو دي جانيرو كانت طويلة بالنسبة لمنى عثمان (المؤسس المشارك) ومنى العامر(المؤسس المشارك) ومنيرة عبدالقادر (مدير المشروع)، إذ استغرقت نحو 14 ساعة من الطيران المتواصل بين دبي وتلك المدينة البرازيلية. ولكن الفائدة المتحققة من الرحلة تستحق العناء بحسب الفتيات اللاتي التقت بهن "الوطن" مؤخرا في جدة. وأوضحت المشاركات أن: "القمة لا تعقد إلا كل 20 عاما، وهي ترسم الخطوط الرئيسية باتجاه التنمية البيئية المستدامة حول العالم. الحضور كان كبيرا، إذ عقدت نحو 500 جلسة جانبية وورشة عمل ومحاضرة، وعقدنا أحدها". كانت مشاركة "نقاء" ضمن "المجموعات الرئيسية"، التي تنضوي تحتها المؤسسات والجمعيات المهتمة بالبيئة على مستوى العالم، وهي منفصلة عن الوفود الرئيسية الرسمية. وتحدثت منيرة عبدالقادر عن مؤسسة نقاء في إحدى الجلسات، التي عقدت على هامش إطلاق كتاب مرجعي تحت مسمى "تخضير آسيا والصين"، الذي يعنى بتطوير الممارسات الخضراء بالنسبة للمؤسسات والشركات والحكومات في القارة الآسيوية، التي تشكل السعودية جزءا منها. تقول منى عثمان: "الاطلاع على التجارب العالمية والإقليمية والتعرف إلى الناشطين البيئيين والمؤسسات المختلفة وتبادل التجارب كانت أهم ثمار الرحلة إلى "ريو+20"، التي حظيت بدعم شركة مواد الإعمار القابضة "CPC"، فيما يتعلق بتغطية التكاليف. وتضيف: "كان من التجارب التي أثارت إعجابنا مدينة مصدر في الإمارات، التي تعتمد كليا على الطاقة المتجددة". الاحتفاء بالمشاركات السعوديات كان بارزا، وبدد جزءا من صورة نمطية عن السعودية بوصفها بلدا يحرق فيه الوقود بسعر زهيد ولا يكترث بشؤون البيئة، والنساء فيه لا يشاركن في الحياة العامة، ولكنهن يقلن بإصرار إنهن لسن جزءاً من أي حركة نسوية. تقول منى العامر: "صحيح أننا فتيات، ولكننا لسنا جزءا من حركة نسوية. نقوم بعملنا في مؤسستنا "نقاء" من أجل إرشاد المؤسسات والشركات في مختلف القطاعات إلى أن تتبنى ممارسات بيئية صحيحة تهدف إلى تحقيق الاستدامة. عملنا يتركز في نطاق قطاع الأعمال الاجتماعي (social business)، الذي يهدف إلى الربح ولكن يعمل ضمن أهداف اجتماعية، وهذا ما نسعى إلى تطويره". لم يصل الفكر "الأخضر" إلى المملكة. ونسعى إلى نشره وتبنيه على نطاق واسع في المصانع والشركات" هذه العبارة تتردد كثيرا بين مؤسسات "نقاء"، اللاتي يعملن على نشر الوعي بالممارسات الخضراء وتبني إعادة التدوير والطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات، وبخاصة لدى القطاع الخاص، الذي يعتبر القوة الدافعة نحو الاقتصاد الأخضر بحكم قدرته على ترشيد استهلاك الموارد بشكل أساسي. وعما إذا كان تبني تلك الممارسات البيئية مكلفا كما يسود الاعتقاد، تقول منيرة عبدالقادر: "على العكس من ذلك، هذا الأمر غير صحيح. الاقتصاد الأخضر والممارسات البيئية الخضراء تحافظ على استدامة البيئة للأجيال المقبلة، وهو أمر في غاية الأهمية. كما أنه يولد فرص عمل جديدة، إذ إن التحول إلى الاقتصاد الأخضر يخلق فرص عمل في مجالات الطاقة المتجددة وإعادة التدوير".