فيما كانت تشكل الأسواق الأسبوعية بجازان فرصا للتجارة واكتساب الرزق، حيث تشكل تجمعا تجاريا يعرض فيه الباعة من مختلف محافظات وقرى المنطقة بضائعهم المتنوعة، وتقصده أعداد كبيرة من المتسوقين، إلا أن العمالة الوافدة سيطرت على بسطاته وتجارته، ولم يعد للتجار والباعة السعوديين تواجدهم عدا بعض باعة الأسماك والأغنام. بسطات السوق رصدت «الوطن» في جولة بالأسواق الأسبوعية سيطرة العمالة الوافدة على أغلب بسطات السوق الأسبوعي، إذ تسيطر العمالة من الجالية البنجلاديشية على بسطات بيع الأقمشة، والباكستانية على بسطات الساعات والخردوات، واليمنية على الخضروات والفواكه والقهوة والبهارات، والحلويات، فيما يتواجد القليل من الباعة السعوديين في بسطات بيع الأسماك وسوق المواشي. تجمع تجاري تعمل الأسواق الاسبوعية في محافظاتجازان بالتناوب على مدار الأسبوع، ولكل محافظة يومها الموعود أو «الوعد» كما يطلق عليه أهالي المنطقة، فيوم السبت السوق الأسبوعي لمحافظة بيش والأحد لمحافظة أحد المسارحة، والإثنين صامطة وضمد والداير، والثلاثاء لصبيا، والأربعاء لمحافظة أبوعريش، ويوم الخميس لمحافظة الدرب، فيما يكون السوق الأسبوعي يوم الجمعة لمحافظة الخوبة جنوبجازان. وتبدأ ساعات العمل عند ساعات الصباح الأولى، حيث تشكل تجمعا تجاريا ضخما يعرض فيه الباعة أنواع المعروضات والبضائع من المواد الغذائية والملابس والأدوات التراثية، إضافة لسوق المواشي والطيور، ويستمر أي سوق إلى ظهر اليوم ليبدأ الباعة بالمغادرة والاتجاه لسوق المحافظة التالية صباحا. تبدل الوضع يقول المواطن منصور جعفري، إن الأسواق الأسبوعية في جازان تمثل منذ القدم حراكا اقتصاديا يجذب الكثير من المتسوقين ويعرض فيها كل أنواع المعروضات، ويحقق الباعة مكاسب كبيرة بسبب الإقبال عليها من جميع محافظات المنطقة وخارجها، وقديما كانت كل بسطات السوق الأسبوعي يشغلها تجار وباعة سعوديون من محافظات وقرى المنطقة يفد إليهم المتسوقون، ويستمر السوق حتى الظهيرة، وقد حققوا مكاسب كبيرة، وإضافة لذلك يمثل السوق الأسبوعي ملتقى ثقافيا وإرثا شعبيا تتناقل فيه الثقافات من محافظة لأخرى، وتعرض فيه الأدوات التراثية وأدوات الحرث والزراعة والصناعات اليدوية والأقمشة والزينة، وغيرها إلا أن الوضع تبدل الآن وباتت العمالة تشغل كل البسطات وهذا الوضع السائد حاليا في جميع الأسواق الأسبوعية بالمنطقة. فرص مهدرة يرى محمد حكمي أن الأسواق الأسبوعية تمثل نشاطا تجاريا كبيرا وتتيح فرصا للباحث عن العمل امتهان التجارة والبيع والشراء، وتحقيق المكاسب المادية السريعة في وقت لم يعد رأس المال أمرا صعبا في ظل وجود صناديق الدعم للمشاريع الصغيرة، وقد لا يكلف الباحث عن العمل إلا اختيار النوع الذي سيعمل على بيعه، والافتراش في الأماكن المتاحة بسعر رمزي، وبالتنقل في الأسواق الأسبوعية بين المحافظات يستطيع تكوين علاقات مع التجار والمتسوقين لتكبر تجارته ويتطور مشروعه بيسر وسهولة، لكن الغريب عزوف الشباب عن هذا السوق وإهدار هذه الفرص. إرث تاريخي يضيف حسين عكيري أنه مع قرارات السعودة التي شملت الكثير من المجالات بتنا نشاهد الشاب السعودي يشغل الكثير من الأعمال، ويزاول البيع والشراء في المحلات التجارية، وفي ظل التواجد الكبير للعمالة الوافدة فإن قرار سعودة بسطات الأسواق الأسبوعية وتقديم الدعم للراغبين من السعوديين سيؤدي إلى الاستثمار الأمثل لهذه الفرص ليشغلها السعوديون، والحفاظ عليها كسوق تجاري، وإرث تاريخي.