بعد أيام من وقوع حادثة بلجرشي التي ذهب ضحيتها مواطن وأصيب أفراد عائلته، حمّلت لجنة التحقيق الدوريات الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤوليتها ل"تصرفهم الفردي وعدم تقيدهم بالأوامر والتعليمات التي تقضي بعدم المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك وفق آلية معينة"، ومسجلة مؤاخذتها على الشركة المنفذة لكوبري الحميد لعدم وضعها مصدات خرسانية، وكذلك المتوفى لعدم توقفه لمعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء الهيئة. وأعلن الناطق باسم شرطة الباحة المقدم سعد الغامدي أنه سيتم إعداد تقرير مفصل ومتكامل يرفع لإمارة المنطقة. من جهته، قال الرئيس العام للهيئة عبد اللطيف آل الشيخ ل "الوطن" إنهم لم يتلقوا نتائج رسمية حول الحادثة و"لا يمكننا التعليق" على ما ظهر من نتائج أمس. أدانت اللجنة المكلفة من أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بالتحقيق في حادثة بلجرشي، التي ذهب ضحيتها مواطن وإصابة عائلته، الدوريات الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمسؤوليتهما عن وقوع الحادثة، إثر تصرفهم بشكل فردي، وعدم تقيدهم بالأوامر والتعليمات، التي تقضي بمنع المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك، وفق آلية معينة بأخذ التوجيه الصريح من قبل المرجع. وأكد البيان الصادر من شرطة منطقة الباحة أمس، وفقا لتصريح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة المقدم سعد بن صالح الغامدي مؤاخذة الشركة المنفذة لكوبري الحميد "شركة الحربي" وذلك لافتقار الموقع لأدني وسائل السلامة المرورية، وعدم وجود مصدات خرسانية مما ساهم في وقوع هذه الحادثة المأساوية، وكذلك مؤاخذة المتوفى - رحمه الله - بعدم التوقف ومعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما حدا بهم لمطاردته مع أن الأمر لا يرتقي سواء للهروب أو المطاردة. وقال إن ما أشير إليه في الفقرتين الثانية والثالثة لا يعني عدم مسؤولية كل من الدوريتين أو التخفيف عنهم في وقوع الحادثة. وأكد الغامدي أنه سيتم إعداد تقرير مفصل ومتكامل يرفع لإمارة المنطقة، مشيرا إلى أنه سيستمر إيقاف المتورطين في القضية والبالغ عددهم 7 أشخاص، اثنان من الدوريات الأمنية وخمسة من هيئة الأمر بالمعروف حتى البت في القضية حسب توجيهات أمير المنطقة ومن ثم اتخاذ بقية الإجراءات المتبعة. تفاصيل الحادثة وأوضح البيان تفاصيل الحادثة التي وقعت الساعة الثانية والثلث صباح السبت 17/8/1433 على الطريق العام المؤدي من الجنوب إلى بلجرشي على كوبري الحميد موضحا أنه حادث مروري عبارة عن خروج وانقلاب سيارة ألتيما نيسان 2007 يقودها مواطن في العقد الثالث من العمر، يرافقه أفراد أسرته "زوجته في العقد الثالث من العمر، وابنه البالغ خمس سنوات، وابنته البالغة ثلاث سنوات"، ونتج عنه وفاة قائد المركبة وإصابة مرافقيه بإصابات مختلفة. وأكد البيان أن شهود عيان أفادوا بأن الحادث وقع أثناء مطاردة قائد المركبة من قبل دورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورية أمنية من متنزه الشكران. وعلى ضوء ذلك جاءت توجيهات أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بتشكيل فريق عمل للتحقيق في ملابسات الحادث من جميع جوانبه، ووضع الأمور في نصابها بكل حزم وشفافية. وعلى الفور جرى تشكيل فريق عمل تحت متابعة وإشراف مدير شرطة المنطقة اللواء محمد بن حمد الهطلاني. أمير الباحة يطمئن على المصابين من جهة أخرى، وجه أمير منطقة الباحة بإعداد تقرير مفصل عن حالة المصابين في الحادث من أجل توفير العلاج المناسب لهم في أي جهة أو مركز متخصص في حالة استدعت الحالات ذلك وبشكل فوري. وأكد في اتصال هاتفي من مدينة الرياض حيث يتواجد في عزاء الأمير محمد بن سعود -رحمه الله - بأنه أبلغ وكيل إمارة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمرى أثناء زيارته للطفل خالد في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد أمس، ببذل كافة الجهود من أجل تقديم الخدمة الصحية المطلوبة للمصابين. وزار الشمري المصابين المنومين في مستشفى الملك فهد، وناقش المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور غرم الله سدران الغامدي حول حالة الطفل والأم حيث وقف على حالة الطفل "خالد" المصاب في رأسه، وقابل الأطباء القائمين على حالته حيث أفادوه بأن حالته الصحية في تحسن مضطرد، وأن مؤشرات الطفل الحيوية بدأت في الاستقرار مع عودة بسيطة للوعي حيث لا يزال يتنفس عن طريق الأجهزة المساعدة. وأوضح استشاري المخ والأعصاب المشرف على الحالة الدكتور أحمد سعيد أن الإصابة كانت عبارة عن كدمات في الدماغ واشتباه نزيف في البطن، وأنه تبين بعد إجراء الفحوصات والأشعة المناسبة سلامته منه. وحول سؤال الشمرى عن حالة الأم، أفاده الطبيب المشرف على حالتها الدكتور موفق العلبي بأن إصابة السيدة كانت في غاية الخطورة عند قدومها للمستشفى إذ كانت تعاني من تهشم كامل لذراعها اليمنى، وتكاد تكون اليد مفصولة عن الجسم، فتم عمل التدخل المطلوب لها بتثبيت العظم، وإيصال الأوعية الدموية لها مع أخذ جزء من أوعية الفخذ لزراعتها في يدها. وأكد أن الحالة الآن في طور الانتظار للاستجابة لهذا التدخل. ويعتبر هذا الإجراء أفضل ما يمكن عمله لمثل هذه الإصابات، لافتا إلى أن هناك أملا في سلامة اليد، وهذا هو الهدف الأول في إبقاء يد المصابة والمحافظة عليها. وفي أثناء الزيارة، تلقى الدكتور الشمرى اتصالا هاتفيا من الأمير مشاري يطمئن خلاله على حالة المصابين حيث تحدث سموه مباشرة مع الأطباء القائمين على الحالة، واستمع إلى شرح مفصل عنها، حاثا إياهم على بذل ما باستطاعتهم لتقديم الخدمة الصحية للمصابين. ووجه الأمير مشاري بن سعود وكيل الإمارة بأن يعمل على نقل المصابين لأي جهة أو مركز متخصص في حالة استدعت الحالات ذلك وبشكل فوري. كما وجه إدارة المستشفى بتوفير الكادر المناسب بشكل مستمر مع الحالات والاستعانة بكل إمكانيات الصحة في المنطقة. وفي ختام الزيارة، أفاد وكيل الإمارة بأن نتائج التحقيق سوف تقدمها اللجنة اليوم، وستكون كمرحلة أولى علما بأن اللجنة على مستوى عال من المهنية والدقة، ومطلوب منها التحقيق والتحقق من كافة معطيات الحادثة، لتتسنى الدقة في التوجيهات للمراحل القادمة. وعن مسار القضية بعد التحقيق وهل يكون للادعاء العام أم أنه سيعامل على أنه حادث مروري، قال الشمري إن الحكم على ذلك الآن سابق لأوانه، مؤكدا على العمل لإظهار الحقيقة، وأن من أخطأ يحاسب، وسينال عقابه، مشدداً على أنه برغم أن الحادث قدر، إلا أن ما تم تصرف مرفوض. إلى ذلك، أكد أشقاء المصابة "سميرة الغامدي، 28 عاما" المتواجدين أثناء الزيارة، أنها لم تعلم بوفاة زوجها حتى اللحظة، مشيرين إلى أنهم يطلبون من الزوار عدم تقديم العزاء لها بل طمأنتها على أسرتها حفاظاً على ظروفها الصحية والنفسية. أما جمعان الغامدي فيرى، أنه إذا ما توفرت الإمكانات بالمنطقة، فانه لا داعي لنقلها إلى مستشفى آخر، لكن إذا لم تتوفر فعلى الشؤون الصحية سرعة تنفيذ توجيهات أمير المنطقة حتى لا تسوء حالتها. وأشار إلى أنها خريجة جامعة الباحة "قسم دراسات إسلامية" قبل نحو خمس سنوات ولم يحالفها الحظ في التعيين.