تتابع المعلمة "سامية" باستمرار ما يستجد في عالم الريجيم، وخاصة أقسام الحمية الموجودة في بعض مراكز التسوق، والتي تقدم أغذية متنوعة بسعرات حرارية أقل، وهي أيضا زائرة مستديمة لمراكز متخصصة في علاج السمنة، كما تشترك في ناد رياضي يقدم برامج لاستعادة الرشاقة في فترات زمنية محددة. وتقول "سامية" إنها تواظب على شراء أغذية الحمية، في إطار نظام غذائي تتبعه منذ شهر، "لأن تناول سعرات حرارية أقل عنصر أساسي في أي ريجيم". وتضيف أن الريجيم الذي تتبعه لم تستشر فيه طبيبا، وحصلت عليه من إحدى صديقاتها التي أكدت أنه جاء بنتائج جيدة، مشيرة إلى أن أغلب المتبعين لنظام الحمية والأغذية الخاصة بها يكونون بعيدين تماما عن الاستشارات الطبية الخاصة بذلك. إلى "المتخصصة" و"أغذية الحمية" تجارة رائجة تبدأ من محلات العطارة، وتمر بأقسام الحمية في المراكز التجارية، وتنتهي بمراكز متخصصة في بيع أغذية يطلقون عليها "صحية". وتتضمن هذه الأغذية عددا من الأنواع منها السكر، والكابتشينو، والمايونيز، والمربى، والبسكويت، وغالبا ما يتم تناول هذه الأغذية بدون استشارة طبيب. المعلمة فوزية الثبيتي هي أيضا من الحريصات على زيارة هذه الأقسام من حين لآخر، للحصول على أغذية تناسب الريجيم الذي تتبعه، تروي تجربتها قائلة: "أتابع منذ فترة عددا من مواقع الإنترنت التي تهتم بالتخسيس، وتقديم أنظمة الحمية. وأتبع منذ شهرين ريجيما يعتمد على تناول أغذية بسعرات حرارية أقل، لذلك أشتري بعض أغذية الحمية من أحد الأسواق الكبرى، مجاور لمنزلي"، مشيرة إلى أن المشكلة في هذه الأغذية هي غلاء الأسعار. وأضافت أن بعض محلات العطارة تبيع أيضا أغذية خاصة بأنظمة الريجيم، وتعترف هي الأخرى بأنها تشتريها دون الحاجة للرجوع للطبيب. أنواع الغذاء وذكر أحمد تاج الدين (عامل بأحد المحلات التجارية) أن "الأغذية المتوفرة بقسم الحمية لديهم هي أنواع من المربيات، والسكر، والقمح، ومواد أخرى كالزيوت التي ينصح باستخدامها في الريجيم، وكذلك الأغذية العضوية، والمتبلات، والصلصات قليلة الدسم، أو الخالية تماما منه، والكورن فليكس، وبعض أنواع الشوكولاته، ونحو ذلك"، مشيرا إلى أن هذا القسم لا يحظى بإقبال، ولا يتوقف عنده الزبائن إلا نادرا، وأغلبهم يكونون من الرياضيين. ولا تقتصر تجارة أغذية الحمية على أقسام محددة بالمراكز التجارية، ولكن بعض الشركات تخصصت في هذا النوع من الغذاء. يقول اختصاصي العلاج الطبيعي بمركز "الغذاء الصحي" بالطائف منتصر السباعي إن المركز لديه تراخيص من وزارة التجارة، والشؤون الصحية، ويرتاده كبار السن من السيدات والرجال، إضافة إلى الأسر التي يكون أحد أطفالها مصابا بمرض التوحد. وأضاف أن "المركز يتوفر به أغذية عضوية تخلو من المواد الحافظة، أو المواد الملونة، كزيت الزيتون، وخل التفاح، ومعجون الطماطم، إضافة إلى بعض المواد الغذائية الأخرى، والتي أيضا تخلو مكوناتها من منتجات القمح، وهي مفيدة لمرضى التوحد، كما نوفر كذلك أنواعا من الشاي تناسب مرضى السكر، ومرضى ارتفاع الكولسترول في الدم، إضافة إلى وجود شاي أبيض طارد للسموم، وملح عضوي قليل الصوديوم لمرضى ارتفاع الضغط"، مشيرا إلى أنه لا يشترط وجود استشارات طبية عند شراء الأغذية من المركز إلا لمن يتبعون حمية خاصة. أغذية الأطفال وقال السباعي إن "المركز لديه أيضا قسم خاص بأغذية الأطفال، يحتوي على أغذية مفيدة للأطفال تعمل على بناء أجساهم، وجميعها خاصة بالأطفال بعد عمر السنتين، ومنها المواد الخالية من السكر كالحلاوة الطحينة، والمكرونة الخالية من الجلاتين، والمستخلصة من نبات الكنوة، وهو غذاء خاص بفقر الدم، وأغذية أخرى قليلة الدهون، والسكر مثل حليب الأنشور، والكورن فليكس، وحليب الصويا الذي يحتوي على الكثير من الأغذية الجيدة للكبار والصغار، إضافة إلى زيت السمك والمعروف OMg3 والبروتين". وعن عدم استشارة المستهلكين للطبيب قبل شراء هذه الأغذية، ذكرت اختصاصية التغذية العلاجية بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي، ومركز الأورام بجدة ريهام مصلي أن "أغلب أقسام الريجيم بالمحلات التجارية الكبيرة والمراكز الخاصة بالحمية تكون لديها تراخيص طبية وتجارية، ولا يتم استشارة أي طبيب فيها، لأن المواد الموجودة بها تعتمد على الأغذية العضوية، وقليلة الدسم، أو خالية الدسم، ولا تحتاج لاستشارة الأطباء"، مؤكدة على استشارة الأطباء واجبة عند اتباع أنظمة الحمية. محلات العطارة سبقت الجميع بتقديم أغذية لتخسيس الوزن، بجوار مئات الأنواع التي تعالج الأمراض المختلفة كما تدعي.. حسن سعد (عامل بأحد محلات العطارة) يقول إن "المحل الذي أعمل به لديه ترخيص من وزارة التجارة، ومن بين ما نقدمه بعض الأغذية الخاصة بالريجيم، وهي تحظى بإقبال، ونحرص على أن تكون في أماكن بارزة عند العرض، وبأسلوب جاذب للزبائن". تراخيص صحية ويقول مساعد مدير إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص، فهيد الشريف، إن "هناك مراكز تخص الأغذية الخاصة بالريجيم والحمية، تكون تابعة لإدارة الشؤون الصحية التي تمنح هذه المراكز الرخص الطبية، ومنها مركز غرناطة للتغذية، والذي تشرف عليه الشؤون الصحية، ويتوفر لديه اختصاصية تغذية وأخرى للتغذية العلاجية، وفنيات بمؤهلات طبية". وأضاف أن الأقسام الخاصة بأنظمة الحمية والريجيم الموجودة في الأسواق والمراكز التجارية بعيدة كل البعد عن الشؤون الصحية، ويتم الإشراف عليها من قبل الأمانة. وقال الشريف إنه "يوجد بخلاف مراكز التغذية ما يسمي بصيدليات أو محال المكملات الغذائية كما هو موجود في صيدليات (GNC) ، وهي صيدليات غير موجودة بمحافظة الطائف، ولكنها تخضع لرقابة الرخص الطبية، وهي متخصصة في بيع مكملات الغذاء كالفيتامينات". وأكد مدير عام صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض المهندس سليمان البطحي ل "الوطن" أن محلات بيع الأغذية الخاصة بالحمية تخضع للرقابة من قبل الإدارة العامة لصحة البيئة والبلديات الفرعية، مشيرا إلى أن فرق التفتيش تقوم بجولات مجدولة على أماكن بيع تلك الأغذية، إلى جانب جولات تفتيشية مفاجئة. وأضاف أنه يتم أخذ عينات عشوائية من المواد الخام قبل التحضير، ويتم عمل اختبارات عليها من خلال المختبرات المتنقلة، إلى جانب مراقبتها من ناحية التخزين، وطرق الحفظ، فضلا عن مستوى النظافة في تلك المحلات. وأشار مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة إلى أن "هناك رصدا لمخالفات صحية ترتكب في بعض محلات بيع الأغذية المتعلقة بالحمية، ولكنها لا تقارن بالمخالفات التي ترتكب في بعض المطاعم والمطابخ، وبقية المنشآت المتعلقة بالتغذية". وأبان البطحي أن الجولات تتضمن العمالة في محلات الأغذية المختصة بالحمية، ومدى ملاءمتهم للعمل، ووجود الرخص، ومدى تطبيقهم للاشتراطات الصحية.