السعوديون أثبتوا أنهم من أفضل شعوب العالم علما وثقافة واطلاعا، وهذا بفضل القيادة التي تقف مع شعوبها في السراء والضراء، وقد اتضح ذلك في تعامل الدولة أثناء جائحة كورونا، ولا ننسى أنها الدولة الأولى التي أوفدت طلابها بمئات الألوف إلى الخارج للدراسة في أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا واليابان وبعض الدول الأخرى، من بداية خمسينيات القرن الماضي حتى هذا التاريخ، وكانت النتيجة بناء دولة حديثة من بنية تحتية ومدن صناعية وجامعات ومدارس ومستشفيات متطورة، فأصبح لدينا محبة لوطننا الذي بنيناه، وولاء لحكومتنا التي وفرت لنا كل الإمكانيات حتى تم هذا النجاح. نشعر بالغضب إذا شعرنا بأي تهديد لهذا البلد، فتمسكنا بأرضنا المقدسة وقيادتها يجعلنا نميز بين أصدقائنا وأعدائنا سواء في الإقليم أو خارجه، فمقاطعتنا للمنتجات التركية نتيجة طبيعية لما شعر به أبناء هذا الوطن من عداء يمارسه الرئيس التركي إردوغان تجاه وطننا وشعبنا وقيادتنا، بل العداء أيضا للشعوب العربية، وذلك بتدخله في ليبيا وسورية والعراق ودول الخليج، حتى قطع المياه عن العراق وسورية ببنائه أكثر من ثلاثة سدود في تركيا. إردوغان يجاهر بالعداء، ففي آخر تصريحاته قبل عدة أيام وصف حكام دول الخليج (بأنهم يتبعون سياسات لا تتوافق مع العقل والمنطق والإنصاف)، ووصف البعض منهم بأنهم يستهدفون تركيا، ووصف نفسه بأنه يقف إلى جانب المظلومين والعدالة، وقال أيضا إن دول الخليج لم تكن موجودة بالأمس وربما لن تكون موجودة بالمستقبل). ثم قال: (ولكننا بإذن الله تعالى سنواصل رفع راياتنا في هذه المنطقة). إنه تهديد مباشر وصريح وواضح. واتضح أنه يحمل العداء والكراهية للمملكة قبل وصوله للحكم في تركيا. فقد تحدث المحامي ثروت الخرباوي في شريط فيديو، حيث كانت تربطه صداقة مع إردوغان قبل انفصاله عن الإخوان عام 2002، فقال إنه قابل إردوغان في الحرم النبوي عام 1999، حيث قال له (إن مخططي يستهدف بعد أن أصل إلى الحكم أن أمشي بسياسة خطوة خطوة، كما قال الله تعالى في إبليس.. ولا تتبعوا خطوات الشيطان، فقلت له: شيء غريب جدا أن تشبه نفسك بالشيطان قال: «أنا لست شيطانا ولكني يجب أن أتبع أساليب إبليس لأنها هي أرقى الأساليب في التأثير على الناس». وقال أيضا «الشيطان عدوي وليس هناك ضرر أن أتبع خطة عدوي». وقال أمشي خطوة خطوة إلى أن أسيطر على الأمور في تركيا، ولكن بعد ذلك ينبغي أن يتم الفصل الثاني من الخطة، فقلت: ما هو الفصل الثاني؟ فقال: «ألا يكون للمملكة العربية السعودية وجود»)، هذا هو إردوغان الذي يحكم تركيا الآن، ولأنه يكن العداء لنا فإن مقاطعة المنتجات التركية واجب علينا، وكذلك مقاطعة السفر إلى تركيا لأن أي ريال يصل إلى حكومة هذا العدو هو مساهمة لقتل السعوديين. إردوغان امتداد للدولة العثمانية التي احتلت أرضنا في الماضي فقتلت كثيرا من أجدادنا وسلبت خيرات بلادنا، وبقوا حتى تم طردهم بقوة السلاح وبطولة أبناء هذا البلد لأنهم لا يعرفون إلا لغة القوة. أتمنى أن تستمر هذه المقاطعة حتى تغير تركيا من سياساتها وتقدم اعتذارا للحكومة والشعب السعودي، والمطالبة بتعويضات عما تم نهبه من بلادنا إبان الاستعمار العثماني المتخلف. أتمنى أيضا إزالة العلم التركي من المطاعم في السعودية لأن تركيا دولة معادية، وما نراه من رفع العلم التركي هو عبث وفوضى، يجب إزالته. لدينا اقتناع جميعا بأن المواطن هو خط الدفاع الأول عن وطنه وقيادته.