فيما كشف تقرير أخير أصدرته إحدى الشركات المتخصصة في الدراسات المالية، عن أن المملكة تصدرت المرتبة الأولى من بين دول الخليج في عدد المشاريع التي تمت ترسيتها خلال الربع الأخير عام 2011، بنسبة 63%، برزت مخاوف في قطاع المقاولات من تعثر مشاريع كبرى للطرق في المملكة، جراء الاستهلاك المتزايد على مواد الطاقة. وفي الوقت الذي أشارت فيه مصادر مطلعة في قطاع المقاولات، إلى أن مواد الإسفلت المطلوبة للمشاريع الضخمة تنذر بعطش متوقع في المستقبل في حال لم تتحوط شركة أرامكو السعودية بتدابير قريبة للحيلولة دون حدوث أزمة مرتقبة في إمدادات الإسفلت، أكد رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الرياض المهندس أحمد الراجحي، أن مشروعات الطرق الضخمة تنذر بحاجة ماسة للمادة الرئيسية "الإسفلت". ولم تستبعد إحدى شركات المقاولات "فضلت عدم ذكر اسمها" احتياجا شديدا قادما في مواد الإسفلت على المدى القريب، تنشأ معه أزمة في المشتقات البترولية نتيجة الطلب المتزايد وتسارع المشاريع، مؤكدة أنه في حال أي خلل أو انقطاع مؤقت في المصافي لإمدادات الإسفلت سيهدد معه أداء الشركات للقيام بأعمالها مما يرجح تعثر الكثير من مشاريعها. ولفتت إلى أن حجم الإنتاج للسوق المحلي من المواد الإسفلتية لا يزال في معدلاته المحدودة مقابل التنامي الكبير في مشروعات وزارة النقل والبلديات إضافة إلى القطاع الخاص. من جهته أكد رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الرياض المهندس أحمد الراجحي، أن مشروعات الطرق الضخمة تنذر بحاجة ماسة للمادة الرئيسية "الإسفلت" المتعلقة بأعمال الطرق، مبينا أنه لا مناص من زيادة الكميات البترولية للمقاولين والقائمين على تلك المشروعات. وأشار الراجحي إلى ضرورة توافر حلول سريعة وأخرى طويلة الأمد تتمثل بتوفير كميات إضافية للسوق واحتياطية مقابل ازدياد المشاريع، إضافة إلى التخطيط لبناء مصاف تواكب النهضة العمرانية ومشروعات التنمية لتكون قادرة على استيعاب حجم السوق سواء مصانع أو أعمال زراعة. وقال الراجحي إنه من المهم أن يكون تخطيط مشاريع الدولة خلال وقت مناسب، بحيث لا يكون جل المشاريع في مرحلة واحدة، بل على سنوات طويلة، مضيفا أنه من غير المناسب في حال توافر السيولة أن يتم بناء جميع المشاريع وإذا توقفت تعطلت معظمها، وأن تكون هناك رؤية واضحة ل10 سنوات قادمة بحيث يكون التخطيط أقرب وأفضل لنهضة البلاد. إلى ذلك، أوضح المتخصص في قطاع المقاولات المهندس حسين جابر، أن النهضة العمرانية للبلاد ومن ضمنها مشاريع الطرق الكبيرة، تتطلب التحوّط فيما يخص التوسعات في مصافي البترول التي تهدف إلى توفير مادة الإسفلت بكميات تغطي مشاريع المقاولين، خصوصا تلك المشتقات المتعلقة بمواد البناء ومشروعات التنمية التي تمس المواطنين.