توصف النرجسية بأنها «اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها، خاصة المظهر الجسدي للذات»، وقيل إن هذه الكلمة اشتقت من الأساطير اليونانية التي ذكرت «أن نرسيوس كان آية في الجمال وعشق نفسه بالنظر المكرر لوجهه بالبحيرة حتى غرق ومات». ووفقا للعالم الشهير سيغموند فرويد الذي وصف اضطراب الشخصية النرجسية بعنوان «مقدمة إلى مفهوم النرجسية»، فإن النرجسي يتميز بالغيرة من الآخرين والعجرفة عليهم. فالنرجسي (غيار/ متعجرف) ويتهكم على الجميع ولديه علاقات مضطربة مع من يحيط به، ويطلق الأعراب لفظ (رافع خشمه) على هذه الشخصيات أو (ماخذ بنفسه مقلب). ويعاني (النرجسيون) من القلق الدائم، وينفعلون بصورة مبالغ فيها عند توجيه النقد لهم من مبدأ (ياارض انهدي ماعليك قدي). وتشير الدراسات إلى أن النرجسية أكثر شيوعا لدى الرجال مقارنة (بالقوارير) الناعمة. ولكي لا نطير بالعجة يجب أن نعرف أن هناك خيطا رفيعا بين النرجسي وبين الرجل الواثق من نفسه، فالواثق لا يغار ولا يتعجرف، ولكنه يعلم قدراته العظيمة، ويتصرف بأريحية عجيبة. ومن الصفات التي تستطيع الاستدلال بها على النرجسيين، كثرة كلامهم عن أنفسهم، غير سعداء ويشعرون بخيبة أمل عندما لا يُمنحون الامتيازات الخاصة، أو مشاعر الإعجاب التي يعتقدون أنَّهم يستحقونها. مؤخراً...أصبح تواجد النرجسيين ملاحظاً، وخاصة مع وسائل (التواصل) الاجتماعية، فذلك النرجسي يلطم حظه لأنه لم يحصل على شهادة شكر، وتلك (الطاووسة) تذرف الدموع على عدم ظهور (صورتها) بذلك التقرير المرئي. يتكلمون كثيرا ويفعلون قليلاً، وحينما أراهم أتذكر ذلك المثل الإفريقي (طالما أن الأسود لا تملك مؤرخها الخاص..فإن قصص الصيد ستمجد الصيادين دائماً). زراعياً اشتهر (الطاووس) ب(تخريب) المحاصيل وإفزاع (الطيور) الأخرى، فاحذر أيها القارئ من تربية طاووس ببيتك، وأحذر منه فهو كما قالوا (من برى الله الله ومن جوه يعلم الله)، وفي رواية شامية (من برى رخام ومن جوه سخام).