الجميع يتفق على مدى أهمية تطبيق أنظمة وإجراءات السلامة والصحة المهنية في المنشآت والمنظمات بشكل عام، حيث إنها تهدف في المقام الأول إلى حماية الأرواح والممتلكات وتأمين بيئة عمل آمنة وسليمة. قبل حوالي خمس سنوات من الآن كنا أنا ومجموعة من المتخصصين وعبر قنوات في وسائل التواصل الاجتماعي نطالب بتفعيل هذا المجال الحيوي الهام والعمل على تطوير وتوحيد القوانين والمعايير والأنظمة من أجل اللحاق بالركب في الدول المتقدمة. إيمانا منا بمدى أهميته تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية التي تعتبر لبنة أساسية وركيزة أساسية في تطور الاقتصاد وجذب الاستثمارات عبر توفير بيئة عمل آمنة وجذابة، وأيضا إدارة المخاطر في مواقع العمل مما يحد من الإصابات ويخفف التكاليف المباشرة وغير المباشرة في المشروع والمنظمة بشكل عام. الواقع الحالي للسلامة والصحة المهنية في المملكة أمر يبشر بالخير، ولله الحمد أصبح لدينا في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برنامج وطني استراتيجي للسلامة والصحة المهنية اعتمد في بداية العام 2018 من أهم إنجازات هذا البرنامج حتى الآن: 1- اعتماد لائحة نظام إدارة السلامة والصحة المهنية. 2- إصدار قرار وزاري يقضي بتوطين مهنة السلامة والصحة المهنية وفق نسب وتنظيمات محددة تكفل التوطين الكامل للمهنية في العام 2022م. 3- إطلاق برنامج تأهيلي لكوادر السلامة والصحة المهنية عبر اعتماد مسارين للتدريب بمسمى ممارس ومحترف سلامة وصحة مهنية مدعوم من صندوق هدف لضمان حصول شبابنا وشاباتنا على أفضل التأهيل قبل دخولهم لسوق العمل السعودي. وأخيرا كان هناك إطلاق واعتماد كود البناء السعودي SBC بحلته الجديدة ومختلف تقسيماته، والذي يعتبر إنجازا يحق لنا أن نفخر به نظرا لشمولية الكود في مختلف المجالات سواء الإنشاءات أو الصناعات العامة أو المباني الخضراء والتي خصص لها كود خاص، والذي يعتبر تطورا نوعيا غير مسبوق. إن هذه الإنجازات التي سبق ذكرها تمت في وقت قصير ولله الحمد، مما يدل أن هذا المجال مقبل على نقلة نوعية في المستقبل القريب من أجل تطوير وتأمين بيئات العمل بما يحقق السلامة والرفاهية وجعلها بيئات عمل جذابة للعاملين وأصحاب العمل والمستثمرين على حد سواء، وهذا مما لاشك فيه هو أحد الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. الحسن عبدالله العسيري مدرب ومدقق معتمد للسلامة والصحة المهنية