تُطرح بعض الأسئلة من شبابنا من الجنسين حول أمور تتعلق بمستقبلهم وحياتهم العملية. وخاصة من خريجي الثانوية العامة، أحد تلك الأسئلة جاءتني من شاب طموح يحمل الثانوية العامة، ويعمل في شركة أوبر، وكان سؤاله عن كيفية الوصول للوظيفة المناسبة، وخاصة أنه لم يتمكن من الحصول على تقدير عال في الثانوية العامة مما منعه من الالتحاق بالدراسة الجامعية. إن وضع هذا الشاب المكافح الطموح شبيه بمواقف شباب كثر آخرين من الجنسين لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعة أو انسحبوا منها لعدم توافق محتوى مقررات الدراسة الجامعية مع اهتماماتهم وميولهم. هؤلاء الشباب والشابات ممن اكتفوا بالشهادة الثانوية، لظروف خارجة عن إرادتهم، هم في بحث مستمر عن الوظيفة، دفعهم لذلك وعيهم وصبرهم وتطلعهم لمستقبل يملؤه التفاؤل والطموح والسعي، للبحث عن وظيفة حتى وإن كانت لا ترضي طموحهم أو تناسب تطلعاتهم الحالية، وهم يخوضون غمار العمل في وظائف لم تكن قبل عشر سنوات ضمن الخيارات المطروحة أمامهم، ويرونها اليوم كوظيفة مرحلية تكسبهم الخبرة والتعرف على تجارب الحياة والالتقاء بمختلف فئات المجتمع، سواء أكان عملهم في الأسواق أو المطاعم أو كسائقين لنقل الركاب أو توصيل الأطعمة. هؤلاء الشباب لديهم إيمان عميق وثقة في قيادتهم بأن القادم أجمل، ويرون أن هذه الممارسات التراكمية لأعمالهم الحالية تكسبهم الاعتماد على الذات، وتمنحهم مهارات لمرحلة مستقبلية واعدة لدولتهم لتحقيق طموحاتهم بأفضل الفرص الوظيفية والمعيشية، وهم في النهاية الرابح الأكبر. إننا اليوم وفي ضوء رؤية ولي العهد نمر بمرحلة تأسيس لمشاريع عملاقة بالتعاقد مع شركات عالمية كبرى بالمجالات الإنشائية والصناعية والتكنولوجية والاقتصادية الضخمة، ومن المتوقع إنشاء مراكز تدريبية ضمن تلك المشاريع الضخمة لالتحاق شبابنا السعودي من الجنسين بعد المرحلة الثانوية، لصقل مهاراتهم وتوجيهها نحو مجالات متخصصة للعمل في تلك المشاريع. إن الشهادات الجامعية لم تعد تفي بمقابلة متطلبات العصر من اقتصاد معرفي وتقني لتحقيق التنمية، على الرغم من أهميتها لبعض المسارات المعروفة، نحن اليوم نمر بطفرة معلوماتية وتقنية وصناعية واقتصادية تتجاوز سرعتها ما يقدمه محتوى بعض المقررات الدراسية، حيث إن عناصر التحول التنموي لها مساراتها المتسارعة المباشرة بخلاف ما توفره بعض الجامعات من مخرجات، والتي لا تتزامن مع ما نعيشه من نهضة تنموية متجددة، وخاصة فيما يتعلق بالجانب المعرفي المهاري الابتكاري. تهيئة وتدريب شبابنا من خريجي الثانوية العامة بمراكز متخصصة تابعة لمشاريعنا التنموية الضخمة ثروة لا تنضب لتحقيق تنمية مستدامة بمشيئة الله، وسوف تحدث نقلة تنموية هائلة للصناعات المحلية الضخمة بأيدٍ سعودية تسهم بنهضة اقتصاد الوطن وتحقيق نجاحات غير مسبوقة في المنطقة، وسوف نرى منتجاتهم في المنازل والأسواق والمطارات والطرقات. وبطموح ولي عهدنا مهندس الرؤيا وبسواعد شبابنا سيأتي اليوم الذي نصدر الصناعات كالمعدات والأسلحة والطائرات والسيارات والأجهزة الكهربائية من ثلاجات وغسالات ومختلف الأدوات المنزلية والإلكترونية، وصناعة الأثاث وغيرها من الصناعات لدول العالم بدلا من استيرادها، وسوف تتحقق نهضة شاملة لوطننا بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده المخلص الأمين محمد بن سلمان، وبسواعد شبابنا، وسيعم الرخاء جميع أرجاء الوطن بإذن الله.