يرى خبراء أن الموقف الأميركي من سورية يتلخص في نقطتين الأولى هي صعوبة أي تدخل عسكري خارجي لاعتبارات متعددة، والثانية هي صعوبة القبول باستمرار الرئيس بشار الأسد في الحكم. وقالوا إن حل التناقض بين المبدأين حسب رؤية واشنطن يتلخص في ضرورة حشد دعم دولي كاف للمرحلة المقبلة من الجهود الدبلوماسية على نحو يضمن ألا تنزلق سورية إلى أتون حرب أهلية. ويقول الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جيفري وايت إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى جمع دعم دولي كاف لما يسمى على سبيل المجاز "الحل اليمني" أي التخلص من حكم الأسد وإحلال صيغة توافقية عامة تجمع كل القوى المؤثرة على الأرض في إطار وطني. وينطلق هذا الحل من إدراك عميق لصعوبة أن تنعم سورية بالاستقرار بعد حمامات الدم التي باتت تفصل الرئيس السوري عن شعبه. وكان وايت قد أصدر ورقة بحثية الأسبوع الماضي قال فيها إن القول بأن الوقت يقف إلى جانب الأسد هو قول خاطئ تماما. وشرح وايت ذلك بقوله "ما لم يجد الجيش السوري طريقة لتخفيف الضغوط المتزايدة التي تواجهها تجهيزاته وتماسكه فإنه في الأرجح سينهار ليكتسح في طريقه القسط الأكبر من مكونات النظام خلال تلك العملية". وأوضح "أن طبيعة الحرب في سورية قد تغيرت. فقد تطورت العمليات من عمليات متناثرة ومتقطعة إلى قتال مستمر ومتواصل يمتد على مساحة كبيرة من محافظات أساسية. إن هناك قتالا كل يوم في إدلب وحلب وحمص وحماة ودير الزور ودرعا وريف دمشق". وقال وايت إن الجيش السوري كان يركز خلال الفترة الأخيرة على استراتيجية خلاصتها إرهاق المعارضة وإنهاكها. إلا أنه أضاف أنه بعد عام كامل من تلك الاستراتيجية فإن المعارضة تتسع كما أن الانشقاقات تتزايد في تواترها على نحو يدعو إلى الاعتقاد بأن ذلك الجيش هو الذي أنهك خلال تطبيقه لاستراتيجية إنهاك المعارضة. وتوقع وايت أن تراكم الإجهاد داخل بنية النظام وداخل قواته المسلحة يمكن أن يؤدي عند لحظة ما إلى انهيار مفاجئ في قدرة النظام على الاستمرار.