أجمع مختصون وخبراء في مجال مكافحة المخدرات، خلال الملتقى العلمي الأول لأجهزة مكافحة المخدرات، والمنعقد في بيروت بتنظيم من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والذي افتتح الاثنين المنصرم وتختتم فعالياته اليوم، على أن الجهود التي تبذلها الحكومات في الدول العربية ودول العالم، لن تتمكن من القضاء على آفة المخدرات، في الوقت الذي أكد فيه عدد منهم بأن توعية الأهل في الأسرة وتعاونها هو الحلقة المفقودة في جانب المكافحة. كما أشارت ورقة علمية إلى فشل دول العالم على مستوى المنظمات والأفراد في تحقيق أهداف الاستراتيجية العامة لمكافحة المخدرات التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية ال20 المنعقدة في يونيو 1998، حيث لم تحقق أي دولة خطة استراتيجية معلنة للقضاء على تجارة المخدرات. وشهد الملتقى جدلا واسعا حول دور الإعلام في الترويج للمخدرات، وتقريبها من نفوس المراهقين، حيث انتقد رئيس مكتب مكافحة المخدرات بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بالجمهورية اللبنانية العقيد عادل المشموشي خروج ممثلين من المشاهير والشخصيات المحببة للمراهقين بأدوار رجال أمن يتعاطون المخدرات، بعد القبض على المروجين، في الوقت الذي تظهر فيه عدد من المشاهد التي تحث على التعاطف مع تجار المخدرات والمتعاطين. وفجر رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية والإدمان بمستشفى رفيق الحريري بلبنان مفاجأة، باتهامه بعض الأطباء بتشجيع المرضى على تعاطي المخدرات، عبر صرف الأدوية التي تقود للإدمان عليها، وتم اكتشاف ذلك من خلال تحليل عينات المرضى، مشيرا إلى أن بعض المرضى يأتي مريضا بالاكتئاب وينتهي كمدمن للمخدرات. ويشارك في الملتقى مختصون في أجهزة مكافحة المخدرات في الدول العربية، ومختصون في وزارات الداخلية في الدول العربية، واجتماعيون بوزرات التربية والتعليم واختصاصيون في الجامعات العربية، ومختصو وزارات الشؤون الاجتماعية، ومسؤولوا الأجهزة الأمنية، والجمارك والحدود، والأمن العام، ومنسوبوا مؤسسات المجتمع المدني، في الوقت الذي سيشهد صباح اليوم حفل الاختتام وتكريم المشاركين بحضور مدير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، فيما شهد الملتقى مشاركة من كافة الدول العربية. من ناحية أخرى، اختتمت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أمس، أعمال برنامج "الإنتربول لتطوير التدريب الشرطي في الدول العربية" الذي نظمته الجامعة بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول ممثلة في إدارة التدريب والإنماء الشرطي. وأكد رئيس جامعة نايف في تصريح صحفي، أن البرنامج هدف للتعريف بالمنظمة الدولية والخدمات التي تقدمها لأعضائها، ولعرض نماذج من الجرائم الإلكترونية وأساليب مواجهتها، إلى جانب استعراض مشروع تتبع الأسلحة النارية غير المرخصة، ومشروعات الإنتربول لمكافحة الجريمة المنظمة، إضافة إلى تبادل الخبرات ونقل المعلومات. وقال "إن المستجدات المتلاحقة في مجال الجريمة تستدعي مواجهتها بالتخطيط العلمي السليم واستشراف المستقبل لتحقيق الأمن والحفاظ على المكتسبات". وبين أن البرنامج استقطب هيئة علمية متميزة من ذوي الخبرة في المجالات الأمنية والتدريبية، مشيرا إلى أن البرنامج اشتمل على جملة من الموضوعات المهمة أبرزها عرض أنشطة منظمة الإنتربول التدريبية، ودور ومهام إدارة التدريب الشرطي بالمنظمة، والأمن في المنطقة العربية، وإدارة الأزمات، والتعريف والتوعية بأمن المعلومات عن طريق التعليم الإلكتروني، إلى جانب الزيارات الميدانية المتعددة للجهات ذات الصلة في الرياض. وفي ختام الحفل سلم رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الهدايا التذكارية للمشاركين في البرنامج.