مع تنامي استخدام الشبكات الاجتماعية ظهرت ظاهرة غرفة الصدى المعرفية أو ما يطلق عليه بعض الباحثين (فقاعات الفلترة) والتي تعني أن المستخدمين للشبكات الاجتماعية يطلعون ويتفاعلون فقط مع المحتوى الذي يتوافق مع أفكارهم وميولهم وقناعاتهم واهتماماتهم، ويتواصلون مع أولئك الذين يؤمنون بآراء مشابهة فحسب، فتسود حالة من الوهم بوجود توافق واسع النطاق، والتي بدورها قد تكون معلومات مضللة أو تشوه منظور الفرد بحيث يواجه صعوبة في التفكير في وجهات النظر المعارضة والمختلفة وكذلك مناقشة الموضوعات المعقدة. وجهات النظر أبان الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالله القرني أن الظاهرة تفسر علميا بأنها انحياز تأكيدي حيث يميل الفرد إلى البحث عن المعلومات التي تؤكد وجهة نظره وتجاهل ما يتعارض مع آرائه لتجنب التنافر المعرفي. أسباب الظاهرة أوضح القرني أن هناك سببين لهذه الظاهرة، السبب الرئيسي يعود إلى المستخدم أولا حيث إنه هو من يختار من وماذا يتابع في الشبكات الاجتماعية وماذا يطلع على شبكة الإنترنت. والسبب الثاني بسبب خوارزميات تتعقب ما تنقر عليه من شبكة الإنترنت أو حسابات الشبكات الاجتماعية التي يزورها أو يتصفحها الفرد محدثة ما يسمى بالبصمة الرقمية المتمثلة بكافة البيانات التي يتركها الفرد عند تعامله مع شبكة الإنترنت من خلال زيارته للمواقع وتفاعله على الشبكات الاجتماعية، إذ تشمل بياناته وصوره وتعليقاته ورسائله الإلكترونية ومشاركة الموقع الجغرافي أيضا، حيث تستخدم مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية بعد ذلك هذه الخوارزميات (البصمة الرقمية) لتعرض لك بشكل أساسي محتوى مشابه لما أعربت عن اهتمامك به بالفعل. الأبعاد النفسية حول الأمر من الناحية وما إن كان انجذاب الناس لأشباههم له أبعاد نفسية بينت استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف أن الأمر يبدأ من الطفولة حيث ينشأ الطفل على مبدأ التلقين وتنفيذ الأوامر بالتالي يشب على (عدم استقلالية التفكير). تابعت: وسائل التواصل الاجتماعي هي (اختيار) من الشخص فهو الذي يقرر من يتابع فقد نجد من يميل إلى من يتبنون أفكاره وذلك لتدعيم الفكرة لديه بشكل أكبر، لكن المشكلة في طريقة هذا التفكير هو عدم الاستفادة من الأوجه الأخرى للمعلومات والأفكار ولن تكون هناك شمولية في التفكير، مؤكدة أن التحيز الفكري والانعزال التام عن أي معلومة مخالفة هو أمر خطير جدا بالذات في الأعمار الصغيرة مثل 15 أو 16 سنة لأن نموذج الفكر الناضج لم يتكون بعد. وأضافت قد يكون لدى الشخص رهاب اجتماعي فيبحث عن أشباهه في السوشال ميديا فيعزل نفسه عن العالم الحقيقي في هذه القوقعة. غرفة الصدى أشار القرني إلى أن التعرف على غرف الصدى قد يعد أمرًا صعبًا، لكن أحدث الدراسات العلمية تشير إلى أنه إذا كنت تتساءل يومًا ما إذا كانت شبكة اجتماعية معينة أو موقع ويب عبارة عن غرفة صدى أو لا، فيجب أن تتوقف وتفكر وتجيب على هذه الأسئلة: هل تميل هذه الشبكة الاجتماعية (أو من تتابعهم) إلى إعطاء وجهة نظر واحدة فقط حول قضية ما؟ هل وجهة النظر هذه مدعومة بشائعات أو أدلة غير كاملة؟ هل يتم تجاهل الحقائق عندما تتعارض مع وجهة النظر هذه؟ إذا أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فربما تكون قد وجدت غرفة صدى. نصائح لتجنب الظاهرة: تعود على التحقق من مصادر الأخبار المتعددة للتأكد من حصولك على معلومات موضوعية كاملة. تفاعل مع أشخاص من وجهات نظر مختلفة مناقشة الأفكار الجديدة بالحقائق والاحترام مهما اختلفت معها. تذكر أنه لمجرد أنك تريد أن يكون شيء ما حقيقيًا، فهذا لا يجعله حقيقة. خذ دائمًا الوقت الكافي للبقاء على اطلاع والتحقق من مصادرك وتجنب غرف الصدى.