(ما يحبوك البنات) جملة ظلت تلاحقه من أولاد الحارة، وهو يرد عليهم صائحا باكيا (إلا يحبوني البنات .. يحبوني البنات)، حول هذه الجملة، كان يجتمع مستمعو الإذاعة السعودية، أواخر الستينينات الميلادية، متحلقين يوميا حول الراديو منصتين لأحداث قصة (ما يحبوك البنات) التي كتبها الأديب السعودي الراحل عبدالله الجفري، والتي حولها الفنان محمد حمزة لدراما إذاعية، حددت ملامح شغفه وشكلت انطلاقته لعالم الدراما، في مجتمع لا يقيم أدنى اعتبار للدراما والعاملين فيها، وساحة يغيب عنها بشكل كبير مسمى (صناعة الدراما)، لكن الفنان الذي رحل بالأمس متحررا من (أصابع الزمن) التي ظلت تطوق حلمه بتجذير الفعل الدرامي في المجتمع السعودي قبل زهاء نصف قرن، أنفق كل ما يملك، اقترض واستدان، ليعبر من الدراما الإذاعية البسيطة نحو الإنتاج التلفزيوني المكلف، متحديا كل الظروف والعوائق المادية، فكان يكتب، وينتج على حسابه الخاص، متجاوزا المأزق الاجتماعي في عدم الاعتراف بالمهنة، فحقق نجاحا مدويا مطالع الثمانينيات وتحديدا 1982 بمسلسله (أصابع الزمن) الذي كانت تتحلق حوله العائلة السعودية كل مساء، والذي جاء بعد عدة محاولات في إنتاج سهرات تلفزيونية، منها «غيوم في الصيف» ، و«عذاب الصمت» أوائل السبعينيات. كان يستغل إجازته السنوية من عمله في الطيران المدني، بعد أن انتقل لمدينة جدة من مسقط رأسه المدينةالمنورة، في ملاحقة حلم الدراما، منتجا العديد من المسلسلات، إلى أن كبر في السن، وتوقف عن العطاء، ليتوقف قلبه بالأمس، ويرحل تاركا بصمة أهلته لأن يكون (عميد الدراما السعودية) كما أطلق عليه رحمه الله. محمد حمزة المدني ولد بالمدينةالمنورة 1933 عمل مذيعاً مع انطلاقة الإذاعة والتلفزيون السعودي الرسمي 1982 مسلسل أصابع الزمن 1984 شارك في المسلسل المصري التاريخي «جمال الدين الأفغاني» شارك في المسلسل المصري «الزير سالم» إلى جانب محمود ياسين ويوسف شعبان وفردوس عبدالحميد 1989 كَتب وأنتج ومثّل في مسلسل «ليلة الهروب» 1992 ألّف ومثّل في مسلسل «قصر فوق الرمال» 1999 ألّف ومثّل في مسلسل «أين الطريق» من إخراج «نجدة إسماعيل أنزور» 2000 كتب وشارك في تمثيل مسلسل «دموع الرجال» 2006 كرم في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2013 شارك في مسلسل «أهل البلد» آخر أعماله الفنية