رحل أول من أمس، الممثل محمد المفرح الشهير بشخصية «أبو مسامح» بعد معاناة مع آلام فاجأته أخيراً، في الكبد والرئة، ونُوِّم على أثرها بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة الرياض. شخصية «أبو مسامح» كانت بطاقة التعارف ما بينه والجمهور الخليجي، إذ قدم الشخصية نفسها في العديد من الأعمال التي شارك من خلالها كنجم وممثل له حضور قوي لدى متابعي الدراما الخليجية. محمد المفرح اسم بقي يردد في ملتقيات والأمسيات الفنية والثقافية التي تتعلق بالإذاعة والمسرح والتلفزيون، إذ بدأ مشواره الفني من خلال الإذاعة عام 1964، كما يعد من الممثلين عند انطلاق البث التجريبي للتلفزيون السعودي عام 1965، قدم العديد من الأعمال وحصل على دبلوم من «المعهد العالي للفنون المسرحية» عام 1968 من مصر، وكان يعمل موظفاً في وزارة الصحة، وقدم استقالته عام 1975 ليتفرغ لإنتاجه الفني. أنتج العديد من المسلسلات والمسرحيات، منها «أيام لا تنسى»، و«عائلة فوق تنور ساخن»، و«فارس من الجنوب»، و«سهرات أبو مسامح أيام زمان»، و«حامض حلو»، و«بنت البادية»، و«العم معروف»، و«ألم وحرمان»، و«رحاب الأمل»، و«أبو مسامح في فندق السامرين»، و«كريم سبلا»، إضافة إلى مسرحيات «المحسن»، و«بخور وكوالالمبور»، و«طار وطبل». كما شارك من خلال حلقات مسلسل طاش ما طاش، والساكنات في قلوبنا. محمد المفرح من المدارس السعودية التي أسست المسرح والدراما الإذاعية، استمر عطاءه بهدوء وفكر، أكد هوية الفنان السعودي الذي يحمل حقيقة الموهبة وتلقائية التعبير والأداء، لذا ظل يسكن ذاكرة وأفئدة متذوقي الدراما الخليجية في الزمن الجميل «الأسود والأبيض». زملاؤه في مسيرته الفنية تحدثوا عنه ببالغ الأسى، إذ قال الفنان علي إبراهيم: «محمد المفرح قامة فنية رائدة قدم نفسه فناناً وكاتباً ومنتجاً، وله تجارب عدة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون، ويحق لنا أن نشير إليه بأنه أحد رموز الدراما الخليجية، ومن مؤسسي الدراما الإذاعية والتلفزيونية والمسرح لعقود من الزمن، ورحيله يمثل لنا خسارة مرجعية وفكر عالٍ لم يتوقف عن الصعود في محاكاة المجتمع على رغم متغيراته والتطور الذي يطرأ عليه من حقبة لأخرى». ويضيف: «كان مؤثراً ورمزاً، قدم بصمته بتلقائيته وروحه التواقة لخدمة رسالته الاجتماعية والوطنية». من جانبه، أعرب الفنان محمد بخش عن عميق حزنه وألمه بخبر رحيل أستاذ المسرح والدراما الإذاعية والدراما التلفزيونية الفنان محمد المفرح، ويرى أنه كان من المهم تتويج عطاءه بتكريم يليق بمكانته ومسيرته الحافلة بالعطاء وهو على قيد الحياة، مشيراً إلى أن الكلمات لا تفيه حقه من التكريم، ويضيف أمثال محمد المفرح لا بد من ترسيخ إنجازاته الفنية والأدبية، وذلك أقل تقدير يستحقه هو وزملاؤه الذين أرسوا قاعدة المسرح والإذاعة والتلفزيون، مؤكداً أن للفنان والمؤلف حق الاهتمام والتقدير عطفاً على ما يقدمونه من أجل والوطن والمجتمع. أما الفنان ناصر القصبي فكتب في حسابه ب«تويتر»: «(أبو مسامح) محطة لافتة في الدراما التلفزيونية المحلية. استطاع على رغم صعوبة المرحلة في ذلك الوقت (بداية السبعينات) أن يلفت النظر. وأذكر وأنا طفل صغير تأثري في شخصيته ولبس البشت المنتف والعصا لدرجة أن والدي إذا صار عنده ضيوف يطلب مني أن أقلد (أبو مسامح) أمامهم وهم يضحكون.. رحمة الله عليه».