شهد مطار الملك خالد الدولي أول أيام إجازة الربيع أمس الأول "الأربعاء" زحاماً شديداً وحالة من الفوضى من قبل عدد كبير من المسافرين وبدأ جلياً ان الأمور خرجت عن سيطرة مسئولي إدارة المطار، وكذلك الحال بالنسبة للخطوط السعودية وشركتي الطيران الاقتصادي، وهو ما قد يتسبب في إعاقة حركة السياحة الداخلية، وخاصة أن مناطق المملكة تشهد هذه الأيام 10مهرجانات تسويقية وترفيهية موجهة للمواطن والمقيم بالمناطق. فقد حولت العمالة القادمة عبر رحلات "المواصلين" أو ما يسمى عالمياً "ترانزيت" المطار الى مأوى افتراش في منظر غير حضاري ولا يلائم مطاراً يعد معلماً حضارياً ليس للعاصمة فقط بل للمملكة عامة. وقد رصدت "الرياض" وبالصور العديد من الملاحظات في صالات المطار، وقد تحولت بعض المواقع إلى ما يشبه "غرف نوم" بعد أن افترشها المنتظرون لرحلاتهم، حيث يتضح جلياَ عدم توفر أماكن مخصصة لهم، ومن المفترض أن يتم في مثل هذه الأحوال تأمين سكن خلال هذه المدة التي يتجاوز وقت الانتظار فيها 10ساعات أسوة بما هو متعارف عليه خلال الرحلات الدولية خارج المملكة. وهو الأمر الذي يؤكد عدم استعداد إدارة المطار لفترات المواسم المعروفة سلفاً، والتي اتضحت هذه الأيام مع بدء هذه الأجازة القصيرة للمدارس، وذلك من خلال الزحام وحالة الارتباك التي أرجعها العديد من المسافرين إلى النقص في أعداد الموظفين الذين يقدمون الخدمات سواء من إصدار تذاكر أو إنهاء إجراءات المسافرين أو غيرها من الخدمات التي يحتاجها مختلف الركاب، وخصوصاً بعد دخول شركات طيران جديدة وهو ما سبب زحاماً للمسافرين دون أن يكون هناك أي تنسيق بين مسؤولي المطار والخطوط السعودية وشركتي الطيران الجديدة "ناس" و"سما" ولعل ما يزيد الأمر سوءً هو أنه لا يتم حتى توفير الوجبات للركاب الذين تتأخر رحلاتهم لأسباب لا يعلمونها في كثير من الأحيان. الراكب آخر من يعلم وقد شهدت الصالة رقم 3للرحلات الداخلية بالتحديد ازدحاما شديداً بالإضافة لما تعانيه، وطالب العديد من المسافرين بحل قضية الزحام، ولما سببته من ربكة فالكثير من المسافرين يفترشون الصالات وأمتعتهم متناثرة على الطرق في منظر غير حضاري لمطار دولي في العاصمة الرياض. ويتحدث أحد المسافرين وهو المواطن محمد بن فهد قائلاً "أن المشكلة التي تواجهنا هي من خلال "الكاونترات" الموضوعة أمام البوابات حيث لا يوجد إلا موظفو الخطوط السعودية فقط، ومن المفترض أن يكون هناك موظفون من الشركات الأخرى بحيث إذا تأخرت الرحلات يكون لديه معلومات كاملة عن ذلك فيقتنع، وتواجه إشكاليات عديدة بمجرد كونك تبحث عن الموعد الجديد وهل هي ألغيت الرحلة أو عدل وقتها أم لا. ويشير المواطن خالد الأحمد أن الإجراء الذي اتخذته إدارة المطار من خلال إغلاق الرحلة قبل موعد الإقلاع ب 45دقيقة والبوابة ب 15دقيقة سببت زحاماً وربكة في الصالات الانتظار والتي كنا نأمل أن يتم التعامل معها مثل السابق والذي يغلق قبل ب 30دقيقة والبوابة ب 5دقائق. وتكتمل منظومة السلبيات العديدة في صالات المطار مع حال المحلات التجارية التي تنتشر في المطار لكن الجميع ليس أمامه إلاّ إن ينظر لها فقط فأسعارها بعيدة جداً عن ما يتم عرضه داخل المدينة دون ان يتم توضيح الأسباب أو حماية من المستهلك، فكوب الشاي الذي يباع بريال واحد في المطار ب 4ريالات وكوب القهوة 9ريالات والعصير ب 12ريالاً والساندويتش التي لا يتجاوز سعرها 3ريالات في الخارج تباع ب 20ريالاً. فعندما يكون السعر ضعف واحد او ضعفين يكون مقبولا أما أن يكون أربعة أضعاف فهذا يحتاج لوقفة من المسئولين، كل هذه الأمور جعلت الجميع يقف أمام البوفيهات والمطاعم، منتظراً أن يكون هناك تسعيرة واضحة ومحددة من قبل إدارة المطار دون أن يتم استغلال المسافرين أسوة بما يتم تقديمه في مختلف المطارات الدولية فالمطاعم المتوفرة لديها تكون متفاوتة الأسعار. ويطالب تركي المرزوق بوضع حل للمشكلة الرئيسة وهي تأخير الرحلات وإلغاؤها وهي التي تكثر بشكل كبير في المواسم بالتحديد. فمن يشاهد مطارات الدول المجاورة وفي وقت الذروة والمواسم نلاحظ أن جميع الأمور تسير بانتظام إلا أن ما نلاحظه في مختلف مدن المملكة، وخاصة مطار الملك عبدالعزيز بجده ومطار الملك خالد بالرياض، انه وبمجرد دخول الموسم يتحول الوضع إلى فوضى غريبة ولا تليق ببلدنا.